وجد الباحثون تغيرات كبيرة في أدمغة الآباء بين فترة ما قبل الولادة وما بعدها، حيث حدثت تغييرات رئيسية مرتبطة بالمعالجة البصرية والانتباه والتعاطف تجاه الأطفال.
وكما هو الحال مع ممارسة أي مهارة جديدة، فإن تجربة رعاية الرضيع قد تترك بصمة في أدمغة الآباء الجدد، هذا ما يسميه علماء الأعصاب باللدونة الناتجة عن التجربة، مثل تغيرات الدماغ التي تحدث عندما تتعلم لغة جديدة أو تتقن آلة موسيقية جديدة.
بالنسبة للأمهات، توصلت الأبحاث الحديثة إلى أدلة دامغة على أن الحمل يمكن أن يعزز المرونة العصبية.
وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، حدد الباحثون تغييرات واسعة النطاق في تشريح أدمغة النساء من قبل الحمل إلى ما بعده.
وجندت الدراسة التي أجريت بالتعاون بين جامعتين واحدة في كاليفورنيا والثانية في مدريد، 40 رجلاً، 20 في إسبانيا و20 في كاليفورنيا.
ووضع كل واحد منهم في ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، ووجدت الدراسة العديد من التغييرات المهمة في أدمغة الآباء من فترة ما قبل الولادة إلى ما بعد الولادة والتي لم تظهر لدى الرجال الذين لم ينجبوا أطفالًا خلال نفس الفترة الزمنية.
العوامل الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تحدد مدى تفاعل الآباء مع أطفالهم قد تؤثر بدورها على التغييرات في العقل الأبوي، وهذا ما يثير تساؤلا حول ما إذا كانت السياسات الأسرية التي تعزز مقدار الوقت الذي يقضيه الآباء في رعاية الأطفال أثناء فترة ما بعد الولادة المبكرة قد تساعد في دعم نمو الدماغ الأبوي.
وعلى الرغم من أهمية الآباء في تنمية الطفل، لم تميل وكالات التمويل إلى إعطاء الأولوية لأبحاث مماثلة، ولكن هذا قد يبدأ في التغيير مع ظهور المزيد من النتائج.