"لا تكسِرْ خاطِرَ بيروت يا يسوع..!
١- أَهلاً بكَ يا يسوعُ
في بيروتَ أهلاً
هَلّاَ علمتَ ان أمَّ الشرائع
و جوهرة الدنيا
و آيَةَ البدائع
قد أضْحَتْ دماراً و قَحْلاً !؟!
اهلاً بكَ و بنجومِ الفَلَك
و بكلِّ فقيرٍ و أميرٍ و ملَك
و بحَمَلَةِ اللُبانِ و الهدايا
في بقايا بيروتنا المنكوبة
المهجورةِ من البرايا..!
دروبُ بيروتنا المصلوبة
بيروتنا الرُكام
بيروتُنا المنذورَةُ للحُبِّ
بيروتنا المَوْقوفة لِلرَّب
الدامِعة على مَرْكَعَةِ الخَشب ،
أمْسَتْ ضحيَّةً للجَشَع
و مَدْمَعَةً للوَجَعِ
و مَقْتَلَةً للسلام
على جُلجُثة الآلام
كُلّما الليلُ حلَّ
و الصبحُ طلَّ
و الغَيمُ إنقشَع..!
٢- بيروتُنا المحبوبة
بروحها المسلوبة
غَدَرَتها الأزمان
يا يسوع
طَعَنَتها الأيام
و إِغتالها القَدَرُ
بِغَفلَةِ الأحلام…!
بيروتُنا اليَومَ بِلا عيد
فَجَّرَتها الأحقاد
و الصُدورُ الغَضوبَة
و عيونُ الحُسَّاد
بيروتَنا يا يسوعُ مغلوبة..!
بيروتنا رزنامةٌ
أوراقها جَرْداءَ
أشجارُها، أشواكُ صحراء
رَجَوناكَ يا يسوعُ صَدِّقْ :
بيروتُ
التي كانت لا تنامُ من بَهرجةِ النورِ
و صَخْباتِ الزَهوِ و الرقص والحبورِ
أَمْسَتْ مدينةً لا تنامُ من شدَّةِ الوَجَع
و عَصْفَاتِ الجُورِ
و فَجْعَاتِ الطَمَعِ
و ولائِمِ الحِقْدِ الجَشَع..!
بيروتُ مدينةُ المنائر
أضحتْ أَزِقَّةً للصغائر
و شوارعَ للكبائر
أشجارُها أوكَارٌ للغُربانُ
ما بقيَ فيها إنسان سعيد
و لا عُصفورْ غِرّيد
بيروتنا مدينة بلا عيد
و تاريخٌ بلا يَومٍ مجيد.!
٣- بيروتُ يا يسوع
لَيْسَ للميلادِ فيها رَهْجَة
لَيْسَ للعِيدِ معَ الدمارِ بَهْجَة..!
بيروت صارت عاصمةً للأنواء
بيروتُ أّمْستْ مدينة بلا أضواء
بيروتُ أضْحَت مَنْسَكَةَ للرَجَاء
بيروتُ تُعاتِبُ قَدَرَِها العجيب
بيروتنا تَبكي جَمالَها
بيروتُ تَنعي أَهْلَها
بُيوتُها مَنَاحَةٌ للنَحيب
بيروت تَئِنُّ تصرخُ تبكي
تَصْفُنُ تَعتَبُ
تصرخُ تغضبُ
تستنجِدُ تَستغيثُ
وما مِنْ مُجيب..!
٤- أهلاً بك يا يسوع
في قلوبِنا..!
بيروتنا بلا شوارع
بيروتنا بلا ساحات
ساحاتنا بلا أولاد
أولادُنا بلا لُعَب
والعيد ُ جَرْحَةُ قَصَب..!
بيروتُ صَارتْ لكَ مَغارة
مَجوسُها حَفايا
شُطآنها بلا مَنارة
بَحرُها بلا سَمَك
سماؤُها بلا نُجُوم
بيروتُ مَدارُ الفَلَك
رُعيانُها بِلا هَدايَا
بيروتنا أمستْ بقايا
بيروتُنا يا يسوعُ ثَكلى
إنزِلْ ، طَيِّبْ خاطرَها
أَسرِعْ أليها بارِكِها
قُلْ لها:"يا طاليثا قُومي ".!
٥- قُلْ لي يا يسوع :
كَيْفََ تَكونُ لنا أفراح ؟!
كيف َ يكونُ لنا سرور ؟!
كَيفَ تَلتَئِمُ الجراح
و بَعْضُ بيروتَ مُدَمَّر
و كُلُّ تاريخنا مُحروقٌ مُجَمَّر
و الضَحَايا مِلْءُ القبور ؟!
قُلْ لي يا يسوع قُلْ :
كَيْفَ يَكونُ لنا عِيدٌ
وليسَ في بيروتَ ِ بَسمَة
وليسَ في القلبِ ضِحكَة!؟
كيف َ يكونُ عيدٌ
وبيروت لم تُشْفَ بَعْدُ
بيروتُ لَمْ تولَدْ من جديدَ ؟!
لا تكسِرْ خاطرَ بيروتَ يا يسوع ..!
قُلوبُنا تَيَبَّسَتْ
أمالُنا تحَجَّرتْ
أفكارُنا تَصَخَّرَتْ
أجْبُرْ بخاطرِ الشهداء
كُرمى لعينِ السماء
لا تنسَ أهلَ الضحايا
و كل الأنامِ والبرايا
تَذكَّرْ مَنْ اهتدى
بنجمك منارة
و مَنْ إقتدى بفقرِك
و بنى لك
في قلبه مغارة.!"