كتبت حنان حمدان في "الراي الكويتية": نساء كثيرات، ورجال وشبان وشابات، باتوا يقصدون محال البالة التي توجد فيها ملابس مستعمَلة وأوروبية وما يُعرف بالـOutlet حيث الملابس الجديدة من أجل شراء ثياب بأسعار مقبولة، كلٌّ بحسب قدرته وحاجته والنوعية التي تناسبه. وتنتشر ظاهرة محال «البالة» في الفترة الأخيرة، وخصوصاً في العاصمة بيروت، وكثير من قرى البقاع والجنوب والشمال، وباتت تلقى إقبالاً كبيراً من فئات إجتماعية مختلفة، ولا سيّما الفقراء الذين زادت نسبتهم كثيراً، بفعل الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وتضمّ البالة بضائع مختلفة، مثل الملابس الرياضية والرسمية وحتى التي نرتديها في السهرات والمناسبات، وفيها الأحذية والمناشف والبياضات المنزلية وحتى الأغطية الشتوية والألعاب وغيرها.
وفي نظرةٍ سريعة على الأحياء الشعبية في بيروت، نجد إنتشاراً واسعاً لمحال البالة، وهو أمر ليس مستغرَباً، كما هو الحال في شارع الحمرا مثلاً والذي طغى مشهدُ البالة فيه على المكان ككلّ.
ويلفت الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين الى أن «أسعار البالة والـOutlet باتت راهناً خارج مقدور كثيرين بسبب إرتفاع أسعار السلع لديهم وإزدياد واقع الناس سوءاً، فبات جزء منهم يبحث عن جمعيات تقدّم الثياب المستعمَلة مجاناً، بعد غسلها وتنظيفها وترتيبها ومن ثم منحها للمحتاجين».
وتعود ظاهرة انتشار البالات في لبنان، ولكن بوتيرة أقل، إلى ما قبل الحرب الأهلية (1975-1990).
وتتدرج نوعية البضاعة فيها من «السوبر كريم» إلى «الكريم»، أي باب أول وباب ثاني.
وتنتقل البالات من مراكز بيع السلع المستعملة، لا سيما في الدول الأوروبية، إلى المستهلك، عبر المستوردين والتجار.
ولا يقتصر التسوق على المحلات، إذ إن العديد من الصفحات على إنستغرام وفيسبوك تقوم بتسويق الألبسة المستعملة، فيما تُبتكر يومياً أفكار جديدة في هذا المجال، مثل فكرة «خود وأعطي» التي ابتكرها «سوق عكاظ» وتقوم على فكرة الحصول على ثياب مقابل منْح أخرى.