خرق الجمود الذي فرضته عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، المعايدات بين الفرقاء اللبنانيين التي رافقها بعض المواقف السياسية، لا سيما المرتبطة بالانتخابات الرئاسية؛ إذ كان تجديد التأكيد على أن الأولوية تبقى في هذه المرحلة لانتخاب رئيس للجمهورية، في حين لا تزال أطراف أخرى تعتبر أنه لا بد من الحوار لإيجاد حل لملف الرئاسة.
وسجل أمس اتصال معايدة من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي نُقل عنه قوله لبري معاتباً: «كنت أنتظر منك معايدة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية»، فأجابه بري: «دعوتهم للحوار مرتين ولم يلبوا، فكررت قولي إن الأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس». وقد كرر الراعي القول إن «الدولة لا تسير من دون رأس، ولبنان يموت من دون رئيس».
وكتبت" نداء الوطن": على عكس ما تمّ الترويج له في الساعات القليلة الماضية، من أجواء إيجابيّة تحيط بالاستحقاق الرئاسيّ، لا سيّما ما نقله زوّار بكركي عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بشأن وجود مسعى جديد لانتخاب رئيس في الجلسة المقبلة، أكدت مصادر متابعة ل "نداء الوطن" أنّ "اتصال المعايدة بين سيّد بكركي ورئيس مجلس النواب نبيه بري يندرج في خانة البروتوكولات الاجتماعية ولا يتخطى حدود المعايدة، ولو أنّه تضمّن نوعاً من المعاتبة البطريركيّة".
وأشارت المصادر الى أنه ما من تبدّل في المواقف السياسيّة ولا وجود لأي ترشيحات رئاسية جديدة، سوى مبادرة رئاسية لرئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، التي وإن حملت إيجابيات، فربما لن يتلقّفها الأفرقاء السياسيون بالطريقة الإيجابية المطلوبة، جراء التجارب السابقة مع باسيل وتياره، إلّا إذا كان عنوانها العريض "التوقف عن المساهمة في تعطيل النصاب في جلسات الانتخاب".
وكتبت" النهار":الانطباعات السوداوية بدت حتمية امام الازمة السياسية الفالتة على كل افاق الانفراجات ولا شيء يدفع باللبنانيين الى تصديق كل ما يثار حيال مبادرات او تحركات داخلية او خارجية بعدما ثبت تكرارا ان الرهانات على حل يأتي هابطا من تقاطع مصالح خارجية لم يعد يصح على الواقع اللبناني الذي بات اكثر تعقيدا من يجد طريقه الى الانفراج بوصفات إقليمية كلاسيكية بعدما تبدلت كل معايير السياسات الخارجية . لذا عادت أصوات عديدة في الداخل لتركز على لبننة الاستحقاق الرئاسي ضمانا لانتخاب رئيس انقاذي وليس توافقيا تسوويا لان رئيسا بهذه المعايير بالكاد يتمكن من إدارة هشة للازمة وليس تخليص لبنان منها .
ويبدو ان تطرية واضحة طرأت على ملف العلاقة بين باسيل وتياره و"حزب الله" اذ اعتبر مسؤول لجنة التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا، ردّاً على سؤال حول ما إذا كان هناك قطيعة بين الحزب والتيار الوطني الحر، أنه "ما من قطيعة أبداً، لا بل على عكس، فقد شكّلت الأعياد مناسبة للتواصل والتلاقي".
وقال في حديث لمحطة "او تي في" : " إنني اتصلت وقدمّت التهنئة بعيد الميلاد المجيد باسم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وكذلك لرئيس الوطني الحر النائب جبران باسيل، على أمل في أن تحمل الأيام المقبلة مزيداً من الحوار والتواصل لما فيه خير للطرفين". وتابع صفا، "رسالة السيد المسيح هي رسالة خير ومحبة وفي هذا الزمن المبارك نتمنى أن تعمّ الأجواء الهادئة البعيدة عن التشنّجات بين مختلف الأطراف، لما فيه خير للبنان واللبنانيين".