مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
بعد أربع ساعاتٍ وخمسَ عشرة دقيقة يطوي العام 2022 ورقتَه الأخيرة، ويسلّم مفاتيح الزمن إلى العام 2023. لكنّ الإنتقالَ من سنة إلى أخرى هو مجردُ انتقالٍ نظريٍّ لا أكثرَ ولا أقل. فالسنة الخَلَف تحمل من السنة السَلَف كلَّ الإيجابيّات وكلَّ السلبيات ، كلَّ الآمالِ وكلَّ الآلام، كلَّ الإنتظاراتِ وكلَّ خيباتِ الأمل. وهو أمرٌ ينطبق أكثرَ ما يكون على الوضع اللبنانيّ. فاذا كانت سنة 2022 هي سنةُ الشغورِ الرئاسي، والإنهيارِ المؤسّساتي والتأزمِ الإقتصادي، فإنَّ ثمة أمالاً كبيرةً بأن يكون العامُ 2023 عامَ انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة، يعيد الروحَ إلى الجمهورية المشلّعة، ويُخرِجُ لبنانَ من أزماته الكثيرةِ المتناسلة. إنه الأملُ اللبنانيّ في بداية سنةٍ جديدة، فهل يتحقق بعد كلِّ هذه الخيباتِ والإنكساراتِ والمرارات؟
الامر ليس سهلا. والدليل على ذلك حدثان من يومياتنا . الاول الحديث الصحافي الذي ادلى به جبران باسيل لموقع "اساس" و قد رفع فيه لاءين هما : لا لسليمان فرنجية ولا لجوزف عون ، من دون ان يقول من يريد للرئاسة. فهل بلاءين وسلبيتين تحل ازمة الشغور وتبنى جمهورية؟ من جهة ثانية اعلن الجيش اللبناني عن انقاذ معظم ركاب قارب هجرة في الشمال يحمل زهاء 200 شخص . الحادث المتكرر يؤكد كيف ان اليأس يدفع الى ركوب الخطر، والى الهجرة غير الشرعية ولو بمراكب الموت. عالميا، اعلن الفاتيكان وفاة مفكر الكنيسة وفيلسوفها البابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر. واذا كان نبأ الوفاة يلقي ظلالا من الحزن على آخر يوم من السنة، لكنه يذكر بأنه بعد الموت قيامة، وان اصحاب الرجاء لا يخيبون ولا يستسلمون. لذا لن ندع ايماننا بلبنان يتزعزع، ولا رجاءنا بالمستقبل يخيب. ..وكل عام وانتم بخير.
***************
*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"
يدخل العالم عام 2023 مثقلاً بصراعات وحروب وأزمات إقتصادية، كلها نتيجة َ صناعاتِ أو إخفاقات زعماءِ أكثر من دولة. ولكن في هذا العالم، من قرر إتباع سياسةْ "صفر مشاكل" فبدأ عملية تطويرٍ، نحو حياة أفضل.
فأين لبنان من هذا العالم؟
زعماؤه وسياسيوه ينتظرون نهاية الاعياد، ليعيدوا إشعال فتيل التوتر، من مسرحية الانتخابات الرئاسية، الى إنعقاد مجلس الوزراء.
وفي هذا الاطار قال جبران باسيل لموقع أساس اليوم: إن تفاهم مار مخايل مع حزب الله يقف على قدم واحدة من 3 أمور أساسية: الاستراتيجية الدفاعية، وبناء الدولة، والشراكة، وهو إحتج مراراً أمام حزب الله على عدم تنفيذ بند بناء الدولة. أما اليوم فلم يبق من التفاهم سوى الاستراتيجية الدفاعية، وبعد إنعقاد الجلسة الحكومية الاخيرة، وإذا أصبحنا خارج رئاسة المجلس النيابي والحكومة ورئاسة الجمهورية، فأين الشراكة؛ ليختم قائلا : هل تعرف أحداً يستطيع الوقوف على رجلٍ واحدة ؟ اليوم تُختتم سنة وتبدأ اخرى نتمناها على الرغم من كل شيء سعيدةً وفيها صفر مشاكل لنا جميعا.
**************
*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
وفي اليوم الأخير من عام 2022، خبر مؤسفٌ من الفاتيكان، مع إعلان الكرسي الرسولي نبأ وفاة البابا بندكتس السادس عشر عن خمسةٍ وتسعين عاماً، تاركاً وراءه عالماً في حال نزاع كبير، وكنيسةً كاثوليكيةً حزينةً على وداع حبرِها الأعظم بين عامي 2005 و2013، ولكنْ ملؤها الرجاء بالقيامة الآتية لا محال، كركيزة محورية من ركائز الإيمان.
أما لبنان الذي تلقى الخبر بأسىً كبير، فعادت الذاكرةُ بشعبه عشرَ سنوات الى الوراء، حين زار البابا الراحل ربوع وطن الأرز سنة 2012، منطلقاً من اعتبار سلفِه البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان لبنان الرسالة، ليشدد على ان هذا البلد يمكن أن يشكل نموذجا لكل الشرق الأوسط وللعالم بأسره، منوهاً بأن التوازن اللبناني الراغب دائما في ان يكون حقيقة واقعية، سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الارادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعاً.
فأين المسؤولون اللبنانيون الحاليون من كلام البابا الراحل؟
أين هم من أهمية النموذج اللبناني فيما يتفرجون على الفراغ في سدة الرئاسة، ويعملون بكل وقاحة للسطو على الموقع الأول في البلاد، بضرب الميثاق وإسقاط الدستور، متمترسين في معركتهم تلك، خلف المطالب الحياتية والمعيشية للناس، في شكل معيب؟
أين المسؤولون اللبنانيون من كلام البابا الراحل، فيما غالبية اللبنانيين في حال من العوز والجوع، والفساد المستشري، والعجز السياسي الشامل مختلفَ المستويات، بلا أدنى أمل بفجر قريب؟
أين المسؤولون اللبنانيون من كلام البابا الراحل، فيما اللبنانيون يرحلون عن أرض الوطن، واللاجئون والنازحون يقيمون فيه بلا خطط للعودة، ما يهدد بضرب التركيبة الديموغرافية والنسيج الوطني الجامع بين اللبنانيين؟
الأسئلة كثيرة من وحي كلام البابا الراحل، لكن يبقى ان 31 كانون الاول من كل عام، ذكرى ينساها بعض اللبنانيين او يتناسَونها. ففي مثل هذا اليوم من عام 1946، تم جلاء جميع الجيوش الأجنبية عن لبنان، وخلِّد الأمر بلوحة شهيرة على صخور نهر الكلب.
أما اليوم، وبعد اكثر من احتلال وجلاء، فكم يبدو احتلال العقول اخطر من احتلال ارض، وكم تبدو معارك التحرر، اصعب من معارك التحرير.
عسى ان تكون الساعات الاخيرة من عام 2022، ساعات اخيرة لخيبات الامل على مستوى الوطن، وبداية ايام خير لجميع الناس أينما كان.