لاسباب واعتبارات كثيرة، حسم رئيس "حزب القوات اللبنانية"سمير جعجع في مقابلته التلفزيونية الاخيرة، أن "القوات"ليس لديها"خطة باء"رئاسية، بمعنى أن مرشحها هو رئيس "حركة الاستقلال"النائب ميشال معوض وسيبقى كذلك الى حين ايجاد مرشح "سيادي" يستطيع الحصول على اكثرية نيابية، وهذا امر غير متاح.
تصريح جعجع، بعيدا عن خلفياته يوحي بأن الفراغ الرئاسي طويل، وان التسوية الرئاسية او السياسية الكبرى ليست في المدى المنظور، اذ إن التصريحات العالية السقف تعني ان التنازل لن يحصل في فترة قريبة بل ان الكباش السياسي سيتواصل في ظل العقد الاقليمية والدولية المسيطرة.
لكن الى جانب جعجع، يبدو ان" قوى الثامن من اذار "لا تملك أيضا خطة باء ، اذ ان مرشحها الوحيد هو رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، بغض النظر عن كيفية التعامل مع هذا الترشيح، وما اذا كانت الورقة البيضاء ستبقى السلاح النيابي المستخدم، او أن طرح اسم فرنجية سيكون خيارا مطروحا حتى قبل التوافق داخل الفريق السياسي الواحد.
وبحسب مصادر مطلعة فإن تصريحات مسؤولي حزب الله التي تكررت في الآونة الاخيرة والتي اكدت ان الحزب لا يضع اي فيتو على اي مرشح ،هي في الواقع تصريحات اعلامية، او الاصح هي تصريحات ديبلوماسية خصوصا في ظل وجود مرشحين تربطهم علاقات متينة بالحزب مثل قائد الجيش جوزيف عون، لكن الحزب الذي يرتاح لعون لا يريد رئيسا سوى فرنجية.
ولعل تركيز الحزب في المرحلة المقبلة، وبعد تصحيح مسار العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، اذا حصل، سيكون باقناع رئيسه جبران باسيل بأن الخيار الثالث غير وارد وان السير بفرنجية سيؤمن له حضوره السياسي والاداري خلال العهد المقبل، اذ ان سير باسيل او جزء من تكتله النيابي بتسمية فرنجية سيعني ان رئيس المردة بات رئيسا للجمهورية والمسألة مسألة وقت فقط.
وترى المصادر ان جزءا من اصرار الحزب ومن خلفه "قوى الثامن من اذار"على ترشيح فرنجية يعود الى قناعتهم المطلقة بأن حظوظ الرجل عالية جدا ،وان التطورات الاقليمية ستكون لصالحه في ظل علاقاته الجيدة مع بعض خصوم 8 اذار مثل النواب السنة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
سيبقى مصير الاستحقاق الرئاسي رهنا بالتطورات الاقليمية، مع العلم ان ايصال فرنجية قد يتطلب جهداً اقل من جهد ايصال اي مرشح اخر، اذ انه عدديا يحتاج الى دعم بعض اعضاء "تكتل لبنان القوي" وسياسيا يحتاج الى "عدم اعتراض" سعودي، وهذا ما يعمل عليه منذ مدة طويلة....