اتجهت الأنظار مساءً إلى كليمنصو لرصد مفاعيل استئناف وفد قيادة "حزب الله" التواصل المباشر مع رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط، في زيارة هي الثانية من نوعها قام بها المعاون السياسي للأمين العام لـ"الحزب" حسين خليل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا، لاستكمال النقاش حول "الأسئلة والهواجس" التي سبق أن أثارها جنبلاط مع الوفد خلال لقاء كليمنصو الأول عشية الترسيم البحري مع إسرائيل.
وكتبت" الاخبار": بعد خمسة أشهر من زيارة وفد من حزب الله لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، استقبل الأخير في كليمنصو، أمس، الوفد نفسه المؤلف من المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، بحضور رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي وأمين السر العام في «التقدمي» ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب. اللقاء جاء بعد تواصل بين الطرفين تمّ فيه الاتفاق على اللقاء للبحث في تهدئة الوضع الداخلي.وعلمت «الأخبار» أن اللقاء الذي استمر نحو ساعة كان «إيجابياً جداً بالشكل ومريحاً»، ولم يجر التطرق خلاله إلى الجلسة الحكومية الأخيرة إلا «بشكل سريع وعرضي». وأضافت المصادر أن الطرفين ناقشا أربعة ملفات أساسية هي:أولاً، موضوع النفط والغاز وضرورة استخراجه، مع التأكيد على أهمية إنشاء صندوق سيادي وطني مستقل لإدارة هذا القطاع.
ثانياً، الاستحقاق الرئاسي، حيث اعتبر جنبلاط بأن الإسراع في انتخاب رئيس يمكن أن يُسهم في معالجة الوضع الاقتصادي، مؤكداً اقتناعه بأن «الأمور لن تُحلّ إلا بتسوية»، فيما أكد وفد الحزب أن الظروف التي يمُر بها البلد تحتاج إلى «رئيس يستطيع الانفتاح على الجميع، لا إلى رئيس متهور أو رئيس تحدّ».ثالثاً، تطرق الطرفان إلى التدهور الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار والتأثيرات السلبية التي بدأت تُترجم فلتاناً أمنياً. وفي هذا الإطار، تطرق الخليل إلى موضوع الحصار الأميركي المفروض على لبنان داعياً إلى موقف واحد من هذا الحصار وتأثيره الخطير على البلد، فيما اعتبر جنبلاط أن هناك قراراً أميركياً مركزياً أكبر من قدرة السفارة الأميركية في بيروت على التدخل لحل ملف من هنا أو هناك.رابعاً، تطرق الطرفان إلى دعوات التقسيم والفدرلة واتفقا على أن هناك محاولات جدية لدفع البلد إلى هذه الطروحات الخطيرة وضرورة مواجهتها.وسبقت لقاء أمس مواقف لجنبلاط حملت إشارات إيجابية، رغمَ اعتراضات سمعها داخل الحزب وخارجه، وهو ما رأت فيه المصادر استشعاراً منه لتطورات كبيرة يريد استباقها بتصفير المشاكل مع القوى الكبيرة في البلد وفي مقدمها حزب الله.
ونقلت محطة "المنار" عن مصادرها ان اللقاء تم بترتيب من جنبلاط وبحث في الاستحقاق الرئاسي ورأى الطرفان ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت، واعتبرا ان الحوار يشكل احد المداخل الطبيعية والرئيسية للوصول الى ذلك . كما ناقشا الوضع الاقتصادي وضرورة معالجته سريعا واعتبرا ان انتخاب رئيس الجمهورية قد يساعد في تحسين الوضع . كما تناول البحث أهمية بدء عمل الشركات المستخرجة للنفط والعمل على انشاء الصندوق الوطني السيادي المستقل . وجرى بحث العلاقات الثنائية بين الحزبين
وكتبت" نداء الوطن":نقلت أوساط واسعة الاطلاع أنّ "حزب الله" يعتزم تعبيد الطريق أمام فتح "نقاش هادئ وهادف مع جنبلاط لاستطلاع مدى إمكانيات التقارب وتعزيز نقاط الالتقاء بين الجانبين حول مفترق الاستحقاقات المصيرية الداهمة وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي"، مشيرةً في المقابل إلى أنّ "جنبلاط يبدي انفتاحه على التشاور مع الجميع في سبيل كسر حالة الجمود الهدامة للبنان ولكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والمناطقية والطائفية"، لافتةً إلى أنّ رسالة أبو الحسن في المجلس النيابي أمس تندرج ضمن سياق "الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي حرص جنبلاط في الآونة الأخيرة على إيصالها للحلفاء والخصوم على حد سواء تأكيداً على ضرورة الخروج من خنادق الترشيحات الرئاسية وحتمية التحاور والتشاور للوصول إلى حل توافقي ينهي الشغور الرئاسي ويضع عجلة الدولة على سكة فرملة الانهيار وإنهاء العبثية السياسية التي تقود البلاد بخطوات متسارعة نحو الانتحار، مع إيمانه بأن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه تبدأ من ضرورة التجاوب مع الدعوات الحوارية المتكررة التي أطلقها رئيس المجلس النيابي، باعتبار قطار الحوار لا بديل عنه مهما تأخر وصوله".