كتبت" الاخبار": يُستأنف اليوم التواصل المباشر بين طرفي تفاهم مار مخايل، حزب الله والتيار الوطني الحر، للمرة الأولى منذ اندلاع «سوء التفاهم» الكبير بينهما في الخامس من كانون الأول الماضي، عقب مشاركة وزراء الحزب في الجلسة الأولى لحكومة تصريف الأعمال. زيارة المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا إلى مركزية التيار في «ميرنا الشالوحي»، اليوم، للقاء رئيس التيار جبران باسيل، تضع حداً لقطيعة الحليفين، وتفتح الباب أمام بدء التواصل بينهما للبحث في الخلافات التي أدّت إلى الأزمة الأصعب التي واجهها تفاهمهما منذ 6 شباط 2006. صحيح أن الخلافات كبيرة، لكن الإعلان عن اللقاء قبل حصوله ودعوة الصحافيين لتغطيته، تشير إلى رغبة مشتركة بخفض منسوب التوتر وحرص الطرفين على التفاهم المفيد لكليهما. وقد سبقته مؤشرات منها عدم رفع التيار الوطني الحر سقف الانتقادات لمشاركة وزراء الحزب في الجلسة الثانية لحكومة تصريف الأعمال الأسبوع الماضي، وعدم ذهابه إلى طرح اسم أي مرشح في الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس الماضي على رغم خروجه من خيار الورقة البيضاء، وتأكيد حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله الحرص على استمرار مدّ اليد إلى حليفه.
وعلى رغم استمرار تداعيات الكباش السياسي الذي ارتدى طابعاً طائفياً حول الحكومة، إلا أن اللقاء يكتسِب أهمية كبيرة، لجهة توقيته والملابسات التي رافقته وشكله والتوقعات التي تحوط به. وفي هذا السياق، يمكن ملاحظة الآتي:أولاً، لم يكُن قرار اللقاء طارئاً، بل هو فكرة تمّ التداول بها منذ جلسة الخامس من كانون الأول الحكومية التي فجّرت الأزمة، إلا أن حزب الله ارتأى إجراء اللقاء «على البارد» بعدَ أن تهدأ الأمور.
ثانياً، على رغم القطيعة السياسية بين الطرفين إلا أن التواصل الهاتفي بين صفا وباسيل لم يتوقف يوماً وإن كان «الحديث» لم يلامس عمق الأزمة.ثالثاً، هو اللقاء الأول منذ انفجار الخلاف على الملأ، ما يشير إلى حذر لدى الطرفين من تطور الإشكال إلى الحدّ الأقصى، وسط معركة رئاسية منهكة تدور حول نفسها.رابعاً، حضور الخليل للقاء، بعدما كانت اللقاءات تقتصر غالباً على صفا، لعدم ترك المجال لأي لغط أو سوء تقدير أو فهم خاطئ يؤدي إلى تصعيد الموقف مجدداً.
وبحسب مصادر بارزة فإن «وفد حزب الله لن يجتمع بباسيل لإبلاغه عن ترشيح الحزب لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فهذا أمر معروف وقد أبلغه السيد نصرالله لباسيل سابقاً، وإن كان الهدف من هذه الزيارة الملف الرئاسي فإن نتيجته معروفة سلفاً، لأن موقف باسيل معروف ولن يتراجع عنه وبالتالي فإن انعقاد اللقاء لن يكون له أي مفعول». وقالت المصادر إن «الوفد سيتناول مع باسيل عدة ملفات من بينها الرئاسة والحكومة وعمل مجلس النواب، لا سيما لجهة عدم القبول بالدفع نحو فراغ حكومي ومجلسي يتمّم الفراغ الرئاسي»، مشيرة إلى أن «الهدف الأول من الاجتماع هو العمل على ترتيب الخلاف بما يحول دون تحوّل التفاهم إلى خصومة».وبحسب مصادر مطلعة على أجواء الفريقين فإن اللقاء هو «بداية لتصويب الأمور. والحزب، كما أكد السيد نصرالله، يده ممدودة إلى التيار، وهو واثق أيضاً بأن يد التيار ممدودة للحزب». وبالتالي، «سيكون النقاش مفتوحاً في كل القضايا التي أثارها رئيس التيار في العلن، من الحكومة إلى ملف الرئاسة إلى كل الملفات الخلافية». وأضافت أن الوضع «يشبه طرفين يحب أحدهما الآخر ووقع خلاف بينهما. سيكون هناك عتب ونقاش مفتوح... وفي النهاية يجب أن يتفقا».
مصادر رفيعة في التيار الوطني الحرّ، من جهتها، رحّبت بـ «مبادرة اللقاء التي جاءت من طرف حزب الله» وأكّدت لـ«الأخبار» أن الحوار «أمر ضروري وجيد. يدنا ممدودة، وعقلنا وقلبنا مفتوحان ولا نسعى إلى الخلاف». لكنها أشارت إلى أن ما جرى «كبير جداً لا يحلّ إذا لم يكن هناك تغيير، وبلقاء فقط على طريقة ما حدث قد حدث. الوضع يحتاج إلى معالجة، ولن تنصلح الأمور من دون معالجته».
وكتبت" نداء الوطن": تتجه الأنظار اليوم على جبهة الفريق المعطّل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، إلى اللقاء الذي سيعقد في مقر "ميرنا الشالوحي" بين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "الحزب" وفيق صفا، سيّما وأنه اللقاء المباشر الأول من نوعه إثر توتّر العلاقة بين الجانبين على خلفية تراكم التباينات في مواقف كل منهما الرئاسية والحكومية.وإذ أشارت المعلومات إلى أنّ زيارة الخليل وصفا "ميرنا الشالوحي" تأتي بناءً على طلب باسيل بعدما تيقّن من انسداد الأفق أمام احتمال دعوته للقاء نصرالله في هذه المرحلة، حرصت مصادر واسعة الاطلاع في قوى الثامن من آذار على وضع اللقاء تحت سقف "منخفض التوقعات"، مؤكدةً لـ"نداء الوطن" أنّ "أهميته الأساس تكمن في مجرد عودة التواصل المباشر بعد انقطاع طويل نسبياً كرد فعل طبيعي على رفع "التيار الوطني" حدة التشنج في خطابه السياسي تجاه "حزب الله" واستسهاله لغة التشهير الإعلامي بمسألة العلاقة مع "الحزب" والتلويح العلني المتكرر بفك التحالف ونسف تفاهم مار مخايل". وعشية انعقاد اللقاء، أكدت المصادر صعوبة توقع ما سيتمخض عنه من نتائج بشكل مسبق، باعتبار أنّ "الكرة هي في ملعب باسيل لأنّ "حزب الله" لا يزال عند موقفه الذي أعلنه أمينه العام سواءً لناحية الملف الرئاسي أو الحكومي أو لجهة موضوع العلاقة مع "التيار"، في معرض إشارته إلى أنّه لا يفرض على أي حليف إبقاء يده بيد "الحزب" في حال أراد هذا الحليف سحبها"، معربةً عن ثقتها بأنّ لقاء اليوم سيكون أقرب إلى "جلسة مصارحة ومكاشفة حيال المآخذ المتبادلة من دون الخروج بخلاصات حاسمة في هذا الاتجاه أو ذاك، نظراً لتشابك الملفات وعمق الهوة والاختلاف في مقاربتها"، مع الإشارة في هذا السياق إلى أنّ "أكثر الأطراف تفاؤلاً من كلا الطرفين لا يتوقعون تذليل الخلاف بل تنظيمه في أحسن الأحوال، خصوصاً في ظل استحالة تجاوب قيادة "حزب الله" مع طلب باسيل إقصاء سليمان فرنجية عن سباق الترشيحات الرئاسية".
وكتبت" اللواء": حسب مصدر «عوني» فإن الزيارة تتخذ معاني خاصة لدى التيار في ضوء الخلافات الحادة في الأداء والرؤية بين طرفي «تفاهم مار مخايل» في حين يعتقد مصدر سياسي ان الزيارة التي أتت بطلب من حزب الله، ينظر إليها أنها في سياق اطلاق حركة اتصالات لايجاد تقارب في ما خص «خطوة ما» تتعلق بإعلان ترشيح شخصية يتفق عليها بين مكونات نيابية، لا تزال تلتقي، وتجري اتصالات في ما بينها.
لكن المصدر عينه، عاد واستدرك، معرباً عن مخاوفه من استمرار تعنت النائب باسيل، وإصراره على رؤيته الخاصة، سواء في ما يتعلق بما يسميه مواصفات الرئيس او عقد جلسات لحكومة تصريف الأعمال.
وفي سياق متصل، استبعد مصدر حزبي حصول لقاء بين السيد حسن نصر الله الامين العام للحزب والنائب باسيل في حال أصر الأخير على خياراته، سواء لجهة رفض المشاركة بانتخاب النائب السابق سليمان فرنجية إذا اصر حزب الله على تسميته مرشحا للرئاسة في وقت قريب.
وأكدت مصادر متابعة لـ»اللواء» متابعة للقاء باسيل مع وفد حزب الله، انه «استكمال للقاءات السابقة للتشاور في كل المستجدات، ولا يتضمن اي طرح جديد سوى مواصلة ما وصفته كسر الجليد بين الطرفين بعد الانقطاع الذي حصل إثر لقاء باسيل بالسيد حسن نصر الله». وقالت: لكن في النهاية يبقى باسيل صديقاً كبيراً للحزب. وسيتم البحث خلال اللقاء في كل ما جرى خلال الشهرين الماضيين من توتر العلاقة نتيجة الاحداث والمواقف التي حصلت، وبما يؤكد عدم وجود قطيعة وإعادة فتح النقاش مجدّداً.