قبيل أيام من ذكرى توقيع "تفاهم مار مخايل"بين حزب الله والتيار الوطني الحر، برزت زيارة وفد حزب الله الى الرابية حيث التقى الرئيس ميشال عون.وتناول البحث المستجدات السياسية والوضع العام في لبنان. وشدّد الرئيس عون خلال اللقاء على «أهمية الشراكة الوطنية واستكمال مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد وصون حقوق المواطنين».
وكتبت" اللواء": نقل مقربون من التيار الوطني الحر نقلوا اجواء تشاؤمية عن زيارة وفد حزب الله لعون واصفين الحديث الذي دار باللقاء بالمتشنج وغير الودي، بعدما تناول عون العلاقات بينه وبين الحزب، وما تخللها من مطبات، معددا وقائع ومحطات وقوف الحزب الى جانب خصوم التيار بعرقلة عملية الاصلاح ومكافحة الفساد وبناء الدولة، محملا اياه جانبا من مسؤولية تعثر العهد وفشله القيام ببناء الدولة، بينما لم يقصر هو شخصيا وتياره، بالوقوف الى جانب الحزب في الاستحقاقات المفصلية، وتحمل الكثير من التبعات والانتقادات التي وصلت الى حدود فرض العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، جراء ذلك .
واشار هؤلاء إلى ان عون ابدى استياءه من تأييد الحزب دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جانب واحد، بالرغم من اعتراض ورفض باسيل وكتلته، لهذا الموقف، ما يعني عدم الالتزام بالتحالف والاستهانة بموقف اكبر رئيس كتلة نيابية مسيحية، وهذا يرتب تداعيات ونتائج غير محمودة على استمرار التحالف بين الطرفين لاحقا.
وقال هؤلاء المقربون انه عندما حاول النائب رعد مرارا، حرف النقاش باتجاه آخر، لتهدئة الاجواء، كان عون يعبر عن استياءه من تدهور العلاقات مع الحزب الى هذا الدرك، بالرغم من محاولات رئيس التيار وهو شخصيا لاعادة الامور الى طبيعتها، ولكن من دون جدوى، لافتا ان ما يحصل ليس في مصلحة الطرفين.
ولاحظ هؤلاء المقربون ان اجواء اللقاء الباهتة، تمثلت باستقبال عون منفردا لوفد الحزب، وبغياب ملحوظ لاي مسؤول من التيار، وكأن ذلك كان متعمدا، بينما لوحظ أيضا ان تصريح النائب رعد بعد اللقاء كان معدا ومكتوبا سلفا، ومضمونه لم يعبر عما دار على ارض الواقع.
والاهم ما نقله هؤلاء المقربون عن باسيل، بأن اجراءات الطلاق بين التيار وحزب الله قد بدات فعليا، جراء تمسك كل طرف بمواقفه وخياراته، لا سيما من مسالة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وأِشارت مصادر مقربة من الحزب والتيار لـ»البناء» الى أن زيارة وفد الحزب الى عون ستنعكس ايجاباً على العلاقة بين الحزب ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وسيرخي برودة على الخلاف بينهما وستساهم مع المواقف التي أعلنها رعد بتعزيز تفاهم مار مخايل مع تنظيم الخلاف بينهما حول الملف الرئاسي والحكومي، ولاقت جهود الحزب بتقليص هذا الخلاف وتنظيمه واحتواء التصعيد الأخير بين الطرفين من خلال زيارة وفد الحزب الى ميرنا الشالوحي ولقائه مع النائب باسيل الذي كان بمثابة جردة حساب للعلاقة ومصارحة عميقة وشرح وجهات النظر في كافة القضايا والملفات».
وكتبت جويل بو يونس في"الديار":مصادر مشاركة في اللقاء اكدت لـ "الديار" ان الجو كان ودّيا، والاستقبال كذلك، لكن المضون لم يحمل في رسائله الكثير من الودّ انما حمل عتبا كبيرا من عون على الحزب.
صحيح أن حزب الله خرج ليعبر على لسان محمد رعد من على منبر الرابية.
الحرص على مواصلة العلاقة مع "التيار" مشددا على أن لبنان بحاجة إلى تفاهم الجميع للخروج من الأزمة، وهذا ما اكد عليه اصلا رعد خلال الاجتماع مع عون، لكن المعلومات من مصادر موثوق بها، كشفت ان عون أبدى عتبه امام وفد الحزب وسرد على مسمعه سنوات عهده التي لم تواجه الا بالعرقلة.
المصادر تشير الى ان عون "عتبان" على حزب الله وهو قال امامه إنه اتى رئيسا للجمهورية بالتحالف مع حزب الله وحاول على مدى سنوات طوال ولا سيما السنوات الثلاث التي اعقبت الثورة، بناء الدولة ومحاربة الفساد لكن أخصام المنظومة السياسية وقفوا بوجهه ومنعوه.
وفنّد عون فترة الـ6 سنوات من عهده، مرورا بثورة 17 تشرين التي اتت لتخرب كل شيء وبعدها انفجار المرفأ الذي كان الكارثة الكبرى حيث وُضع بالمواجهة وحيدا.
صحيح أن عون لم يوجه بالمباشر التهمة الى حزب الله بتركه وحيدا بالمعركة لكن وفد حزب الله فهم جيّدا الرسالة وهو حرص على التأكيد على اهمية العلاقة مع التيار واستمرارها، واللافت هنا ان الحاج محمد رعد قرأ بيانا مكتوبا ومعدّا باتقان وكانه فهم أن هذا هو المطلوب فقط قراءته لا اكثر ولا اقل ونقطة على السطر!
وفيما حرص الحزب على عدم تسريب اي اضافات على ما قاله الحاج رعد، معتبرا على لسان اكثر من مصدر ان ما دار يبقى بالغرف المغلقة، وهذه "طريقة عملنا مع الحلفاء"، اشارت اوساط متابعة لجو اللقاء لـ "الديار"، الى ان عتب عون واجهه حزب الله بالحديث عن طبيعة النظام اللبناني والمعادلات السياسية المفروضة والتي تحتم على الحزب بمسائل عديدة ان يصطف الى جانبها علما ان الحزب لم يقصّر تجاه الحليف بدعمه باستحقاقات عديدة ابرزها الانتخابات النيابية.