الساعة الـ 3 و 17 دقيقة من فجر اليوم الاثنين بتوقيت بيروت، اهتزت المنازل في مختلف المناطق اللبنانية، فاستفاق الناس سريعاً مغادرين غرف نومهم وباحثين عما يجري في ظل العتمة الحالكة التي تخيّم على بيوتهم وفي ظل طقس عاصف وممطر وهواء يعكر صمت ليلهم.
لحظات قليلة ووصل الخبر الى الجميع، فوسائل التواصل الاجتماعي كانت المنقذ الاول والمجيب الأسرع عن تساؤلات اللبنانيين: هزة ارضية قوية ضربت المدن الساحلية اللبنانية واستمرت لدقائق معدودة.
وبعد هذا الخبر السريع بدأت الأخبار تتوالي عبر وسائل الاعلام، وسط جوّ من الخوف والرعب سيطر على المواطنين الذين وجدوا انفسهم للحظات متروكين لرحمة ربهم فأسرعوا الى كتابة الأدعية والصلوات على "الفيسبوك" و"تويتر" وغيرهما".
"بحنس": هزة ارضية قوتها 4,8 درجات تضرب لبنان
وبعد حوالي الرلع ساعة من وقوع الهزة،أفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، انه عند الساعة 3:17 فجرا بتوقيت بيروت، حصلت هزة ارضية في البحر بين لبنان وقبرص، قوتها 4,8 درجات على مقياس ريختر، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالى 160 كلم، وشعر بها سكان لبنان خصوصا في المناطق الساحلية الشمالية.
ففي تركيا وصلت الهزة الى ٧،٦ درجات علي مقياس ريختر.
ووصلت الهزة في قبرص الى ٣،٨ درجات.
وشملت الهزة سوريا والاردن.
الجهات الرسمية
وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" انه بناء لتوجيهات رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، دعا الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير اجهزة وافراد الخدمات الانسانية الى الجهوزية التامة والالتحاق بمراكز عملهم لمواكبة اضرار وتداعيات الهزة الارضية التي ضربت الاراضي اللبنانية وكان مصدرها تركيا.
وبدوره جزم وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، الا صحة للمعلومات المتداولة عن انهيار مبانٍ في شمال لبنان وبيروت، نتيجة ارتدادات الزلزال التركي.
وقال في حديث للـMTV: "لا صحة للأخبار المتداولة عن سقوط مبان في الشمال أو في بيروت، وحتى الساعة تم تسجيل سقوط حائط في برج حمود وبعض الأضرار المحدودة في موقع آخر".
خوف في صفوف المواطنين
ومباشرة بعد وقوع الهزة الارضية، كانت قد أفادت مندوبة "لبنان 24" ان عددا من المواطنين في مختلف المناطق اللبنانية لاسيما في طرابلس وبعض المدن الاخرى قاموا بالنزول الى الشوارع خوفا من تكرار الهزة الارضية التي شعر بها سكان لبنان قرابة الساعة الثالثة والثلث من فجر اليوم الاثنين.
وفي هذا السياق، انتشرت بعض المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد ان الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا ستكون له هزات ارتدادية، لكن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها من اي جهة رسمية.
في المقابل، انتشر تسجيل صوتي عبر تطبيق "الواتساب" يؤكد ان الارتدادات المحتملة لزلزال تركيا انتهت ولا امكانية للشعور بهزة جديدة، والتسجيل المشار اليه يبقى في اطار المعلومات المتداولة اذ لم يتم تبنيه من اي جهة رسمية.
وانتشر مقطع "فيديو" عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أحد المرضى في مستشفى "المقاصد" في بيروت وهو يصوّر عبر هاتفه الجوال لحظات وقوع الهزة الأرضية والارتجاجات التي نتجت عنها داخل غرفته.
المدارس
وحتى الساعة لم يصدر اي تعميم او قرار رسميّ عن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي في ما يتعلق باقفال المدارس او متابعة الدروس بشكل طبيعي، مع العلم ان مجموعة كبيرة من المدارس الخاصة راسلت اهالي تلامذتها معلنة التوقف عن التدريس اليوم الاثنين، اما المدارس الرسمية فهي في حالة اضراب وابوابها مغلقة بفعل توقف الاساتذة عن التدريس بهدف الضغط على الجهات المعنية لتحصيل مجموعة من الحقوق المادية.