رغم الأزمات والتقلّبات في الأوضاع الإقتصاديّة التي يشهدُها لبنان، تبقى بعض المؤسسات السياحيّة في طليعة المبادرين لكسرِ الرّكود الذي يطالُ مختلف القطاعات الإقتصادية، الأمر الذي يُعطي فسحة أملٍ للكثيرين بقضاءِ أوقاتٍ شتويّة ممتعة وبأسعارٍ رخيصة نسبياً.
وحالياً، فإنّ مختلف الفنادق باتت تقدّمُ سلسلةً من العروضات التي تتناسب مع مختلف الشرائح الإجتماعيّة، وذلك من أجل تفعيل وتنشيط الحركة في المرافق السياحية والترفيهيّة. فعلى سبيل المثال، بادرَت سلسلة من الفنادق إلى تخفيض أسعارها لفترات تصل إلى شهر تقريباً، بينما بادر عددٌ آخر إلى طرح عروضاتٍ مناسبة وتشمل الكثير من الخدمات لأيام معدودة، ولا تتجاوز تكلفتها الـ100 دولار الأميركي.
وفي السّياق، يقول أحد العاملين ضمن أشهر الفنادق في بيروت لـ"لبنان24": "الوضعُ يحتاجُ إلى مبادرات من مختلف القطاعات، وهذا الأمرُ يكسرُ نمطية الركود السائدة.. فاليوم، إن حصل المواطن المُقتدر على عرضٍ ترفيهي بسعر منخفض، سيبادر فوراً إلى الإستفادة منه وقد يكرره بشكل دائم، وهذا يعني أنَّ الحركة الاقتصادية ستبقى مستمرة رغم الأزمة، وبالتالي فإن أرباح واستفادة المنتجعات السياحية ستزداد وهذا الأمر سينعكس على الموظفين والعاملين فيها".
وعلى صعيد الفنادق والبيوت الشتوية الموجودة في مناطق التزلج، فإنّ الوضع أيضاً يُبشر بآمالٍ كثيرة، فالحركة نشطة، كما تقول مواطنة لـ"لبنان24"، وهي الآن تقضي فترة أيام مع أصدقائها وعائلتها في منتجع سياحي ضمن منطقة فاريا، حيثُ تتم هناك ممارسة رياضة التزلج الممتعة.
وفي تصريحها، تشير إلى أنّ الأسعار ليست باهظة كما قبل، ويبدو أن بعض المنتجعات قرّر جذب المواطنين أكثر من السياح في الوقت الراهن، ما يعني تشجيعاً للسياحة الداخلية التي يمكن أن تساهم في تنشيط الإقتصاد أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
إذاً، الوضع السياحي يرتبطُ بالكثير من العوامل المُشجّعة، وقد تكون هذه الأمور الإيجابية مردّها إلى سلسلة من الحملات التي أجريت من قبل وزارة السياحية، وأيضاً من خلال المؤسسات السياحية نفسها التي تظهر مبادراتها التحفيزية عبر مواقع التواصل الإجتماعي لجذب الناس إليها، أملاً بأوضاعٍ أفضل.