دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجلس الامن المركزي الى اجتماع طارئ في العاشرة قبل ظهر اليوم في السرايا للبحث في التطورات في ضوء التصعيد الحاصل في الشارع من قطع طرق ومحاولة احراق مصارف بما يؤشرالى امكان انزلاقها نحو الفوضى، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع المس بالامن والاستقرار.
وكان رئيس الحكومة أجرى سلسلة اجتماعات مالية لمتابعة التطورات، وعقد اجتماعاً شارك فيه وزير المال يوسف خليل، وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووفد من المجلس المركزي للمصرف، المدير العام لوزارة المالية جورج معراوي، المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر. وتم خلال الاجتماع البحث في الحلول المطلوبة من أجل معالجة الأوضاع النقدية. وتم الاتفاق على ابقاء الاجتماعات مفتوحة.كما بحث ميقاتي ملف المحروقات مع وزيري الاقتصاد أمين سلام والطاقة والمياه وليد فياض وممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا وأمين سر نقابة المحطات حسن جعفر ورئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس.
وكتبت" النهار": على مقياس" الدولار بـ 80 الف ليرة وصفيحة البنزين بمليون ونصف المليون ليرة، مضى المشهد اللبناني امس بمجمله نحو ذروة بلوغ متاهات الانهيار المالي والمصرفي والاجتماعي مهددا بفوضى امنية باتت وشيكة جدا. اذ ان "يوم حرائق" المصارف في ظل "غارات" على فروع مصرفية عدة واضرام النيران امامها ومحاولات احراقها، ناهيك عن ان اتساع قطع الطرق في مختلف المناطق ومنها بيروت، ما كانت الا طلائع متقدمة لاحتمالات اتساع الفوضى في ظل تفلت سعر الدولار وأسعار المحروقات وكل أسعار المواد الاستهلاكية. كما ان الانكى من ذلك انه وسط تصاعد المخاوف من الفوضى العشوائية التي تمثلت في الهجمات على المصارف والرهان على الجيش والقوى الأمنية لمنع انفلات زمام الأمور الى ما هو أسوأ واخطر، برز تطور مريب ومشبوه تمثل في الغدر بالجيش في حورتعلا حيث دفع ثلاثة عسكريين ضريبة الدم والشهادة في عملية امنية متصلة بالمخدرات.
المخاوف من اتساع الفوضى لم تعد مجرد هواجس في ظل العجز الواضح عن وضع حد لازمة اضراب المصارف من جهة، ولجم الارتفاعات الهستيرية في سعر دولار السوق السوداء من جهة أخرى. كما ان الخشية تتعاظم من تفاقم الازمة في حال اتخاذ النائبة العامة الاستئنافية القاضية غادة عون اليوم إجراءات جديدة للادعاء على عدد من المصارف الإضافية بما سيفاقم التعقيدات ويقودها الى منحى اشد خطورة.
وكتبت" اللواء": أدت المكابرة التي دأبت عليها جمعية المصارف لجهة المضي بالإضراب الغامض، الذي أمضى أكثر من أسبوع، في اطار الضغط على السلطات الإجرائية والنقدية الى نوع من المكاسرة، مع الشارع، الذي استشاط غضباً، بوجه هواء، بعنوان «صرخة وجع» لم ينجُ منها إشعال الإطارات أمام أبواب المصارف بدءاً من بنك عودة ومصرف الاعتماد اللبناني وBBAC وصولاً الى اقتحام بنك بيبلوس، ومحاولة خلع بابه الرئيسي، قبل أن ينتقل هؤلاء المحتجون الى منزل سليم صفير رئيس الجمعة في محلة سن الفيل، كل ذلك على وقع دولار ألهب الأسعار في السوبرماركت التي فرضت نوعاً من التعتيم حولها، بعد نزع اللوحات والإشارات الدالة على السعر لكل سلعة، بعدما تجاوز سعر صرف العملة الخضراء 80 ألفاً في السوق السوداء.
وتوسعت حركة الشارع باتجاه قطع الطرقات الرئيسية سواء في الطريق الدولي بين الجنوب وبيروت، عند اوستراد الجية باتجاه صيدا، وقطع طريق كورنيش المزرعة، وصولاً الى جسر سليم سلم، في وقت كان فيه الجيش يواصل عملياته في حورتعلا البقاعية لملاحقة مطلوبين، الامر الذي أدى الى استشهاد 3 عسكريين.
وأفادت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن «جهات استغلت هجوم جمعيات المودعين على المصارف وعمدت الى قطع طرقات عبر عدد من الأشخاص تنقلوا بين منطقة وأخرى لقطع الطرقات قبل أن تقوم عناصر الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بفتحها، لكن لم تستطع القاء القبض عليهم»، ما يدعو للسؤال عن الجهات التي تحرّك الشارع وفق مصالح خاصة ولتوجيه رسائل سياسية.ووفق معلومات «البناء» فإن مسلسل الهجوم على المصارف ومنازل رؤساء مجالس إداراتها ستستمر ما سيؤجج المعركة بين المصارف والمودعين وسيفتح البلد على تداعيات كارثية على المستويين الاقتصادي والمالي والأمني».
واعلن وزير الطاقة وليد فياض ان البحث تناول "التغير السريع في سعر صرف الدولار الذي يؤثر على امكانية الاستدامة المالية للمحطات التي تخضع للتسعيرة التي تضعها الوزارة، وبعدما تناقشنا في الحلول المتاحة، واعتمدنا الخيار الذي يتماشى مع الاستراتيجية التي تنتهجها الوزارة وهي ان تبقى التسعيرة للمواطن بالليرة اللبنانية مع تعديلها من أجل ان تعكس سعر صرف الدولار، لكي لا تخسر المحطات الجعالة". واعترف " باننا نخضع لتقلبات سعر صرف الدولار للأسف وللمضاربات التي تقوم بها بعض الجهات ولا نعرف من هي لسعر صرف الدولار، وهنا نتساءل ماذا يجعل التلاعب وسعر ارتفاع الدولار كبيرا الى هذا الحد؟ نحن نقوم بواجباتنا وخرجنا بالمبدأ متفقين في هذا الاجتماع. ولقد أشرت سابقا أننا نعمل على تطبيق يسهل موضوع انتاج تعرفة للبنزين في شكل ديناميكي أكثر مع تغيرات سعر الصرف، ولا نزال نقوم بتجارب عليها وسنعلن عنها عندما تصبح جاهزة".
وبدوره أعلن وزير الاقتصاد أنه تقرر السماح بتسعير بضائع السوبرماركت بالدولار واعتماد سعر الصرف الرائج في السوق، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن أن نعوّل على سعر منصّة معيّنة" وقال "لن يتم تسعير الدخان اللبناني والخبز بالدولار ويمكن للمستهلك أن يدفع بالليرة اللبنانية حسب السعر المعتمد في السوبر ماركت وأعطينا مهلة حتى الاربعاء المقبل لتطبيق الآلية الجديدة لضبط الأسعار".