مَنْ تسنى له الوصول يوم أمس الأحد، وهو كان يومًا مشمسًا بامتياز، إلى مراكز التزلج في فاريا وكفرذبيان والزعرور والأرز، تكّون لديه انطباع بأن الدنيا لا تزال بألف خير، وأن اللبنانيين قادرون على التكيّف مع كل الظروف.
لكن في المقابل وأمام هذه الحشود على الطرقات الجبلية، حيث أستغرق قطع مسافة أقل من عشرين كيلومترا أكثر من ثلاث ساعات لكثرة الازدحام، هناك لبنانيون كثر ينامون من دون أن يتمكّنوا من تناول "كسرة" خبز. وهذا الأمر دعا بعض المراقبين إلى التعليق على الظاهرتين، اللتين تحصلان في البلد نفسه وفي التوقيت نفسه بالقول: إن الذين رأيناهم بالأمس في سياراتهم المليئة بالوقود على الطرقات الجبلية هم أنفسهم الذين نراهم يتنقلون من مطعم إلى آخر، وهم لا يتجاوز عددهم ما نسبته عشرين في المئة من الشعب اللبناني، فيما بقية اللبنانيين هم تحت خط الفقر المدقع، وفق تقارير المنظمات الإنسانية الدولية، وهم الذين يتأثرون أكثر من غيرهم بفقد العملة الوطنية قيمتها الشرائية أمام التفلت غير المسبوق لسعر صرف الدولار الأميركي في الأسواق الموازية.