Advertisement

لبنان

الزلزال وأسئلة الوجود والدين... هل يعاقبنا الله؟

جو لحود-Joe Lahoud

|
Lebanon 24
22-02-2023 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1041049-638126652443622347.jpg
Doc-P-1041049-638126652443622347.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
سؤالان لا ثالث لهما يخطران في بال كل من هو قريب من منطقة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا ووصلت تردداته الى لبنان.
سؤالان يرددهما الجميع ولو بصمت او بصوت خافت.
الأول فيه علامات استفهام عن العودة السريعة الى الايمان والصلاة والدعاء امام الُمصاب الجلل.
Advertisement
والثاني فيه تعجب واستفهام في الوقت نفسه حول علاقة الله بالبشر، فهل يقاصصهم فعلاً من خلال الزلازل، ام انه يرسل لهم اشارات ويرحمهم؟
الله تعالى يرسل اشارات الى البشر
وفي هذا الاطار، أكد المدير العام للأوقاف الاسلامية الدكتور الشيخ محمد انيس الاروادي لـ" لبنان 24" انه "من الطبيعي ان يلجأ الناس الى ربهم في الحوادث الجلل، والزلازل جاء ذكرها في الكثير من الأحاديث النبوية كما وردت حولها سورة "الزلزلة" وهي سورة كاملة عن قضية الزلازل، ويمكن اعتبارها من اشارات يوم القيامة، اذ جاء في الآية الكريمة "اذا أخرجت الأرض أثقالها"، بما معنى ان الأرض تثور وتهتز وتفور منها البراكين وغيرها.
وبالعموم نقول ان الانسان في مثل هذه الأزمات التي نمرّ فيها يلجأ الى الدين، لأن طبيعته وفطرته يعيدانه الى مناشدة خالقه وهو ربنا جلّى جلاله.
اذا امام الأحداث الكبيرة، يناشد الانسان خالقه ويعود الى رشده طالبا المغفرة والرحمة".
وأضاف: "الحديثان الصحيحان اللذان اتيا في قضية الزلازل (مسلم) و(البخاري)، يمكن الاستخلاص منهما ان الله سبحانه وتعالى يزلزل الأرض حينما تكثر اشكال الفجور والفساد واشارات الشرّ واعمال الشيطان.
اما عن امكانية اعتبار الزلزال الاخير الذي ضرب سوريا وتركيا عقابا، فهذا ما لا يمكن تأكيده او نفيه لأن ذلك في علم الله تعالى، ونحن لا نعلم علمه، والله تعالى قد يرسل من خلال الزلزال والهزات اشارات الى البشر ينذرهم حتى يعودوا الى الصواب وطريق الحق".
ورأى الشيخ الأروادي ان "الناس في طبيعتها تخاف من الزلازل لانها تؤدي الى دفنهم وهم أحياء، والله تعالى قبل الاسلام، أرسل الزلازل على الأقوام السابقين، عندما كان يشرد البشر عن ايمانهم بالله تعالى، وهنا نأتي على ذكر قوم "عاد" على سبيل المثال.
كما نأتي على ذكر مدينة (بومباي) في ايطاليا التي تدمرت بفعل بركان كبير تسببته معصية اهلها الذين لم يتركوا شراً الا وفعلوه.
ونذكر ايضا قوم (لوط) الذين أمطرهم الله تعالى بالحجارة الملتهبة وأفناهم بسبب معصيتهم.
وامام هذا الواقع، نرجو الله تعالى ان يرحمنا برحمته والا نُعذب كما عُذب مَن قبلنا وندعو الله عزّ وجلّ ان يرفع عذاب الزلزال عن كل من وقع عليه".

الله لا يريد ان يعاقب الانسان
 
 وفي سياق متصل، أشار راعي أبرشية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني في حديث مع "لبنان 24" انه "عادة ما يلجأ الناس الى الله في وقت الشدة وفي الأوقات التي تكثر فيها المخاوف والضغوطات وذلك لأنهم يجدون نفسهم امام استحقاق دقيق جداً متمثل في امكانية ان يفقد الفرد حياته.
وفي هذه المرحلة تحديدا، اي المرحلة التي يشعر فيها الانسان باقتراب ساعة الموت، تكون العودة الى الايمان فعل طبيعيّ يقوم فيه مختلف البشر، وذلك ادراكاً منهم انه بعد انتهاء هذه الحياة وعندما يموت الانسان سيقف امام حالة الدينونة والمحاسبة.
كما ان العودة الى الايمان نابعة من يقين الانسان ان الله قادر ان يحميه من عوامل تفوق قدرات البشر وامكانياتهم، وهذا ما يدفعه الى المسارعة للصلاة والتضرع.
وبالتالي ما نشهده من عودة الى الايمان والصلاة، يمكن وضعه في خانتين اساسيتين الأولى هي طلب الحماية من الله والثانية هي طلب الرحمة مع الاستشعار باقتراب الموت".
ويضيف المطران بقعوني "من المؤكد ان الله غير مسؤول عن الزلازل وليس هو من ارسلها او أمرها بالتحرّك، بل انها نتيجة عوامل وظروف طبيعية، فالرب لا يسعى الى وضع الانسان في تجربة او محنة، كما انه لا يريد ان يعاقب الانسان او حتى البشرية.
لكن في المقابل هناك بعض القراءات الفردية لمأساة الزلزال، اذ يرى البعض انها رسائل لهم تحثهم على التخلي عن بعض الامور او تعمل على توعية ضمائرهم، كما يرى البعض ان ما حصل هو نوع من العقاب بسبب ذنب معين سبق واقترفته.
وهنا لا بد من الاشارة الى ان كل ما تقدم من أفكار يبقى في خانة التفاسير الشخصية التي تربط علاقة بعض الاشخاص بالرب، لا يمكن تعميمها اواعطاؤها تفسيرا عاما.
لذلك، وانطلاقا من الآية القائلة:(وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ.) (مر13: 32)،
قد يكون من المجدي ان نبتعد عن تفسير الظواهر الطبيعية عبر اعطائها معان دينية، فنهاية الدنيا لا يعلم بها الا الخالق ولا يمكن لأي أحد ان يقول ان ما يجري هو من علامات نهاية الأزمنة".

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك