عمليا، يتوقف ايصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية على موافقة المملكة العربية السعودية العلنية او الضمنية، لان ذلك يعني ان غطاءً عربيا كبيرا حصل عليه الرجل وكذلك يعني ان بعض حلفاء السعودية في لبنان سيؤمنون النصاب لجلسة انتخاب رئيس المردة.
لكن، وبالرغم من العلاقة الايجابية التي تربط الرياض مع فرنجية، والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم في ظل نظرة مبنية على تاريخ عائلة فرنجية، الا ان السعودية تعتبر ان فرنجية اليوم هو مرشح حزب الله الرئاسي وحليفه، وان لم يكن الرجل نسخة عن الرئيس السابق ميشال عون لناحية مواقفه من الطائف ومن العلاقات العربية، الا ان السعودية لا تريد ان يصل اي حليف لحزب الله الى بعبدا.
موقف السعودية هذا، لا يعني انها تريد خوض مواجهة رئاسية مع الحزب، بل على العكس من ذلك، فهي تريد رئيساً يحظى على موافقة الحزب من دون ان يكون حليفه الكامل وقد ابلغت بعض المرشحين الرئاسيين انه لا يمكن تخطي حزب الله في الاستحقاق الرئاسي.
امام هذه المعطيات، تؤكد مصادر مطلعة ان كل ما حكي عن مؤشرات ايجابية سياسية اعطتها الرياض لفرنجية غير دقيق، اقله حتى اللحظة بإنتطار تطورات كبرى على مسار المفاوضات الايرانية - السعودية التي لم يبدأ فيها الحديث عن لبنان بعد، لكن البلد الصغير سيتأثر حكما بأي تطور ايجابي ام سلبي في المنطقة.
لا تدخل الرياض في بازار الاسماء الرئاسية، لكن الاكيد، وبعكس ما يتم تسريبه في وسائل الاعلام، ترفض السعودية فكرة السلة المتكاملة، او الاصح تريد اليوم حسم التسوية الرئاسية حصرا ليبدأ بعدها التفاوض على اسم رئيس الحكومة وعلى كيفية ادارة المرحلة المقبلة، لانها وبحسب بعض المقربين منها، لا تريد تكرار تجربة تسوية عون - الحريري..
خصم الرياض الاساسي في لبنان هو حزب الله، وعليه فإنها تحاول اضعافه بالطرق كافة، وهذا ما تحاول دفع بعض الدول الاوروبية اليه وعلى اساسه تقرر المملكة مواقفها من اي عنوان يطرح حول لبنان من الانهيار الى الانقاذ وصولا حتى الى الفوضى الشاملة التي ليست من بين اهدافها بعد خصوصا انها تضع اتفاق الطائف على المحك.
باتت السعودية اليوم اكثر ليونة في لبنان، فهي بعكس السنوات الماضية جاهزة للعودة الى لبنان بعد تأمين ضمانات لها قد تكون بنودها واردة بشكل كامل في الورقة الكويتية.
تحت سقف الطائف، الذي تعتبره خطاً احمر، تضع المملكة استراتيجيتها في لبنان الامر الذي قد يفتح باب العودة السياسية لها قريبا.