غادر اللواء عباس إبراهيم المديرية العامة للأمن العام في حفل تكريمي أقيم في المركز الرئيسي للمديرية في بيروت، جرت في خلاله مراسم حفل الوداع للواء.
وكان سبق مغادرة اللواء لقاء جمعه بضباط المديرية، وألقى العميد إلياس البيسري كلمة قال فيها: سعادة اللواء.. لقد اعطيتم المديرية كل خبراتكم وجهدكم ووقتكم. وظفتم مسيرتكم الطويلة المبنية على الصدق والثقة، من اجل اعلاء شأن المديرية بشرا وحجرا ودورا. استطعتم بارادة ثابتة، وعلى الرغم من كل الصعاب والتحديات، من نقل المديرية الى مصاف المؤسسات العالمية في التنظيم والادارة والكفاءة".
وأضاف: "كنتم الانساني الاول، عندما رفضتم ابقاء الموقوفين موقتا تحت جسر العدلية، وقررتم نقلهم الى مكان يليق بالانسان، وحررتم المخطوفين والاسرى وأعدتموهم الى اهلهم وبلدهم. كنتم الامني الاول، فوقفتم سدا منيعا في وجه الارهاب والجريمة المنظمة، وصد العدو الاسرائيلي وتوقيف عملائه وجواسيسه، وعملتم على وأد الاحداث التي حاولت قوى الشر اشعالها في لبنان وبين اللبنانيين. كنتم من الاوائل في اعتماد الامن الاستباقي، الذي حمى لبنان في حقبة خطيرة من تاريخ المنطقة، ومنع الى حد كبير طغيان الارهاب على واقع لبنان بحاضره ومستقبله".
وتابع: "كنتم السياسي الاول، فعملتم على تدوير الزوايا وتقريب المسافات بين الافرقاء، وساعدتم في تذليل الصعوبات من أجل التخفيف عن كاهل المواطنين. كنتم الرسول بين لبنان وأشقائه العرب والدول الصديقة، عاكسا صورة مشرقة للبنان الذي يجب ان يكون، بعدما حجبته أكثر من غمامة سوداء عن انعكاسه الطبيعي على محيطه والعالم كوطن حوار وسلام وحرية مسؤولة، وبالفعل كنتم صلة الوصل بين الشرق والغرب".
وختم: "أعدك باسمي وباسم رفاقي الضباط وكل عسكريي الامن العام، ان نسعى بكل ما اوتينا من قوة وعزم وارادة من اجل ان نبقى على خطاكم في عملنا داخل المديرية، ولكي نكمل الخطط التي وضعتها والتي حالت الظروف القاهرة، اعتبارا من ملف النازحين السوريين، الى جائحة كورونا، الى الانهيار الاقتصادي والمالي، من استكمال تنفيذها. وسنكون على قدر المسؤولية والثقة اللتين منحتهما لنا".
رسالة اللواء للضباط والعناصر
ثم تلا المقدم علي ترمس النشرة التوجيهية لضباط وعناصر المديرية في رسالة من اللواء إبراهيم اليهم، جاء فيها:
"ايها العسكريون، اثنتا عشرة عاما انقضت في مسيرتي في المديرية العامة للامن العام، كانت وما زالت حافلة بالتحديات الجسام. عملنا تحت سقف القانون، قمنا بمهام متعددة، نجحنا في مضامير ولم تسعفنا التعقيدات في مضامير أخرى. لم نستسلم، كان لنا دور اساسي على مختلف الصعد والمستويات، وكانت لكم تضحيات تجلت في الاستشهاد ذودا عن لبنان واللبنانيين".
وأضاف: "ايها العسكريون، ما حققناه من نجاح كان نتاج العمل الجماعي والمتخصص والهادف، يعود هذا النجاح اليكم، إذ قدمتم النموذج في بناء المؤسسات واستمرارها وتطورها، من خلال التزامكم القانون والاخلاقية الوظيفة".
وتابع: "ايها العسكريون، لبنان أحوج ما يكون الى اطلاق حوار وطني حول القضايا التي تشغل المواطنين، واي خلاف في وجهات النظر لا يمكن ان يحل الا بالحوار الذي يجب ان يكون ميدانه المؤسسات الشرعية والدستورية القائمة. هذا ما يجب ان يكون عليه الخيار، اما الرهانات فقد تعرض الوطن للشلل والسقوط، وتشرع أبوابه للتدخلات الخارجية".
ودعا ابراهيم العسكريين الى "الاستمرار في العزيمة ذاتها لتطوير المؤسسة التي نقلناها الى مصاف مثيلاتها في الدول المتطورة، والى المحافظة على الأمانة التي سيتركها"، مؤكداً انه "سيبقى الى جانبهم وجانب عائلاتهم".
وقال اللواء ابراهيم:"بعد ما قيل لا اعتقد ان شيئا سأزيده في المناسبة، وقبل مغادرة المديرية كان لا بد من اللقاء بكم. منذ 12 عاما كنا هنا وقلت انا سأعمل لمديرية تفتخرون بها. وانا الان افتخر بكم كنتم نعم السند ونعم العضد".
وفي دردشة مع الاعلاميين، قال اللواء ابراهيم ردا عن مدى الفراغ الرئاسي": "يخلق الله ما لا تعلمون". ولكني غير مطمئن".
وحول الحقيبة الوزارية التي يحب ان يتولاها، قال اللواء ابراهيم: الخارجية. وسأتابع العمل السياسي واي شيء يخدم لبنان ولن أوفر علاقاتي من اجل الوطن".
وأكد ردا على سؤال ان "بيتي سيبقى مفتوحا، كما كنت في الجيش والامن العام وسأبقى استمع الى هموم الناس ومعاناتهم وأقف الى جانبهم". (الوكالة الوطنية)