لا تزال العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر متوترة بشكل كبير، حتى ان الاتصالات بينهما مقطوعة منذ اسابيع، لا تواصل ولا لقاءات وهذا ينطبق على علاقة التيار بحركة امل، ما يوحي بأن التحالف الذي دام لسنوات طويلة قد انتهى او اقله يشرف على الانتهاء في ظل اصرار كل فريق على موقفه.
حتى ان مواقع التواصل الاجتماعي تكاد لا تشهد يوميا الا اشتباكات اعلامية بين ناشطين في التيار الوطني الحر وناشطين في حزب الله، وكأن الطرفان يعيشان في عداء سياسي مزمن منذ سنوات، وهذا يوحي بأن قيادتي الحزبين لا تقومان بأي خطوة من اجل تخفيف التوتر او منع الانزلاق نحو الاسوأ.
في ظل هذا المشهد برز ما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تصريحه الاخير عبر احدى الصحف والذي مرر خلاله رسالة ايجابية هادئة الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، واعتبر ان "الثنائي"لم يصوت بعد لفرنجية بإنتظار اقتناع باسيل بدعمه وبأن يكوت جزءاً من التسوية.
ما قاله بري له دلالات واسعة، لكونه صدر عن رئيس المجلس النيابي، خصم باسيل الاساسي، وليس عن حليفه حزب الله، وفيه تمسك واضح بالتحالف العام مع باسيل بعيدا عن الخلافات السابقة، اذ كان بإمكان بري ان يقول انه ينتظر ان يسير اي طرف مسيحي بدعم فرنجية وقد تكون القوات عمليا اقرب لهكذا خطوة، لكنه تقصد ذكر باسيل.
اراد بري "المتحدث"بإسم "الثنائي الشيعي"ان يوحي لباسيل انه لا يريد ان يتخطاه رئاسياً وانه بالرغم من تمسكه بفرنجية فهو يفضل ان يصل الرجل الى بعبدا بدعم من كتلة مسيحية متحالفة مع الفريق السياسي، وذكر بأن عدد الاصوات المقترعة ب"الورقة البيضاء"هي اصوات فرنجية محتسبا من بينهم اصوات "تكتل لبنان القوي"التي صوتت بورقة بيضاء في الجلسات الاولى.
ارسال رسالة بهذا المعنى لباسيل تهدف الى اعادة فتح قنوات الحوار معه وربما فتح باب المساومة السياسية والأخذ والرد في اطار عقد تسوية تجعل من باسيل احد رعاة العهد الجديد. لكن السؤال هل يتجاوب باسيل مع مثل هذا التوجه؟ ام انه سيصر على موقفه السياسي الرافض بالمطلق لخيار فرنجية؟
حتى اللحظة لا يبدو باسيل في وارد التجاوب مع اي مسعى يدفعه الى تبني فرنجية، حتى انه يرفض اي خطوة فيها مواربة عبر تصويت بعض اعضاء "تكتل لبنان"القوي لفرنجية من دون قرار رسمي منه، او حتى تأمين النصاب، لكن الايام المقبلة ستكون حاسمة في معرفة كيفية تعامل باسيل مع كل هذه التطورات.