من المتوقع ان يحدد "تكتل لبنان القوي" بعد اجتماعه اليوم برئاسة النائب جبران باسيل، موقفه من اعلان السيد حسن نصرالله ترشيح سليمان فرنجية.
واشارت " الاخبار" الى ان " التيار الوطني الحر" عمم على مسؤوليه والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ليلاً بـ«عدم التعليق على كلام السيد نصرالله لا سلباً ولا إيجاباً»، و«وجوب الالتزام بموقف التيار بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية أي الحوار والتشاور بين اللبنانيين للاتفاق على مرشح إصلاحي ينفذ مع الحكومة برنامجاً تحت مضامين ورقة الأولويات الرئاسية، وهو موقف مختلف تماماً عن موقف حزب الله». كذلك دعا إلى «عدم الإشارة إطلاقاً لموضوع التفاهم، إن سقط أو بقي، لأن المشكلة أبعد من التفاهم؛ وهي قضية شراكة وطنية، إن سقطت يسقط الوطن».وبحسب مصادر فإن كلاً من نصرالله في خطابه وباسيل في تعميمه تركا الباب موارباً أمام العودة إلى شكل من التفاهم بينهما إن لم يكن على رئاسة الجمهورية، فعلى استمرار التحالف وإن بصورة جديدة.
اما "نداء الوطن" فكتبت": في ما يتصل بالعلاقة مع "التيار الوطني الحر"، لاحظت أوساط مواكبة لهذه العلاقة أنّ كلام الأمين العام لـ"حزب الله" عكس استمرار رهانه على إمكانية إصلاح ذات البين مع رئيس "التيار" جبران باسيل من خلال تجديد حرصه "شخصياً" على استمرار "ورقة التفاهم" المبرمة بين الجانبين، ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة يمكن التأسيس عليها لنزع فتيل الخلاف الرئاسي المحتدم بينهما، مشيرةً في المقابل إلى ضرورة ترقّب "ردة فعل" باسيل على إعلان نصرالله دعم ترشيح فرنجية خلال اجتماع تكتل "لبنان القوي" اليوم، وسط مؤشرات أولية أفادت بأنّه عمّم على كوادر "التيار" ونوابه عدم التعليق "لا سلباً ولا إيجاباً" على هذا الإعلان أمس.
ولفتت الأوساط نفسها إلى أنّ مقاربة نصرالله ملف الخلاف الحاصل مع "التيار الوطني" أدخلت هذا الملف "منعطفاً جديداً" بعدما لم يتوانَ عن كشف جانب من محضر جلسته المطوّلة مع رئيس "التيار" والتي تناولا خلالها "حتى الثانية من بعد منتصف الليل" موجبات دعم ترشيح فرنجية على اعتبار أنّ باسيل "لا حظوظ له"، متوقفةً من ناحية أخرى عند "الردّ الحازم الذي أبداه الأمين العام لـ"حزب الله" على بعض قيادات التيار الذين يهاجمون الحزب على الشاشات وفي الصحافة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في موضوع بناء الدولة ومكافحة الفساد" على اعتبار أنه بدا بمثابة "رسالة تحذيرية أخيرة" لباسيل من مغبة استمرار هذا الهجوم لكي لا يُضطر "الحزب" في مرحلة ما إلى "فضح المستور" وقول ما له وما عليه "وماذا فعلتم وماذا فعلنا" في هذا الموضوع.
وكتبت" البناء": وجه نصرالله رسالة هادئة الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لكنها تخفي الكثير من العتاب والاشارات السياسية، لكنه منح التفاهم فرصة اضافية وقد تكون أخيرة لإحيائه والبناء عليها في إعادة بناء التفاهم على أسس جديدة تتوافق ومتغيرات المرحلة، مع الفصل بين حيثيات وبنود وأهداف تفاهم مار مخايل وبين مقاربة ورؤية الطرفين للملف الرئاسي أو أي استحقاق آخر رغم أهميتهم، كالحكومة ورئاسة المجلس.ومهّد نصرالله لإعلان دعم ترشيح فرنجية برسالة استباقية لكوادر وجمهور التيار لتفادي أي فهم خاطئ أو ردة فعل سريعة من جمهور التيار، بالشرح المسهب لأهداف العلاقة وبأن تأييد فرنجية غير موجه ضد التيار أو خطوة لتصفية التفاهم.
ويعول مطلعون على الوضع السياسي على معطيين: الأول داخلي يتمثل بنجاح حزب الله بانتزاع شبه موافقة رئيس التيار الوطني على انتخاب فرنجية مقابل إشراك التيار بالتسوية المقبلة التي تضمّ برنامج عمل الرئيس ورئاسة الحكومة والحكومة وعمل المجلس النيابي التشريعي والتدقيق الجنائي ومكافحة الفساد وحاكمية مصرف لبنان، والثاني الانفتاح العربي والسعودي المصري تحديداً على سورية وما يمكن أن تتركه من نتائج إيجابية على الساحة اللبنانية، يكون فرنجية أحد نقاط التقاطع السعودية – السورية الإيرانية.