رأى وزير الزراعة عباس الحاج حسن خلال حديث إلى قناة "الجزيرة" ان "التوصيف للواقع الحالي لانهيار الليرة اللبنانية امام الدولار الاميركي محزن جدا، وما وصلت اليه الامور معقدة جدا، فما جرى هو عمل تراكمي"، مشيرا الى ان "اساس الامر هو الثقة" ، آسفا لعدم وجود "ثقة في الداخل واهتزاز الثقة في الاقليم وفي الخارج".
وقال:"إن وزارة الزراعة اليوم في الدوحة لتعزيز هذه الثقة، من خلال العلاقات اللبنانية - القطرية من البوابة الزراعية والامن الغذائي. وهذا الأمر سيكون أساسيا وطوق نجاة، فلا يمكن التحدث عن ليرة أو عن عدم انهيار سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الاميركي ما لم نصدر، وبالتالي ابعاد الاقتصاد عن الريعية"، مؤكدا أن "كل هذه الامور تحتاج الى أمر واحد هو الثقة بيننا كلبنانيين أولا، وبيننا وبين الاخوة العرب، والثقة بيننا وبين العرب والمجتمع الدولي".
أضاف: "كطرف سياسي ، نؤمن ان الحل بسيط يبدأ بالحوار، لأن نقيض الحوار هو الذهاب الى الشارع والاقتتال و التنافر والتنابذ، لذلك يجب علينا ان نذكر انه في أعتى وأرقى الديموقراطيات في العالم يتم الاحتكام الى الحوار من خلال الكتل والقوى السياسية والاحزاب"، وقال:"في لبنان نحتاج إلى الحوار من اجل المسلمات الاتية: انتخاب رئيس جمهورية، حكومة أصيلة، متابعة النقاش مع الـ IMF ايضا والذهاب الى خطة التعافي"، واكد "انهم كقوة سياسية مع خطة التعافي بالكامل، ولكن ضمن منطق وشرط وحيد هو اموال المودعين"، لافتا الى ان "المودع الذي عمل لمدة عشرين او ثلاثين عاما لديه حساب في المصرف، هذا الحساب الموجود اذا فقده المودع فقدنا آخر مدماك من مداميك المواطنة في هذا الوطن".
تابع:"اعتقد اننا قادرون على النهوض بوطننا وطبعا ليست المشكلة الاولى ولا المعضلة الاولى التي يواجهها لبنان. ونحن مررنا بأزمات أصعب بكثير ولكن أعود واقول ، الاحتكام الى الحوار هو اساسي ومركزي في هذه المرحلة"، وشدد على أن "الانسداد السياسي الذي يمر فيه لبنان يجب ان يواجه بمرونة، وبتواضع لصالح الوطن"، ورأى أن "تغييرات تحصل في الاقليم و مجتمعا دوليا يتغير، وان هناك مشهد في المنطقة بدأ مرحلة جديدة مبنية على الايجابية ، وأن التقارب السعودي - الايراني سينعكس ايجابا في القريب العاجل أو بعد فترة"، كاشفا ان "لبنان بحاجة لمبادرات داخلية لا شك في الاساس ولكن ايضا من الاقليم وان الدول الفاعلة في المنطقة ممكن لها المساعدة ولكن يجب الا نعول كثيرا على هذا الملف، لأن هذا الملف أولا وأخيرا هو محض لبناني داخلي".
وقال:"لذا الأولى بالافرقاء السياسيين، بعيدا من المناكفات السياسية، الذهاب مباشرة لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن منطق ان يكون هناك مرشحين جديين لترشيحهم دستوريا داخل قبة البرلمان، وأن هذا الرئيس باتت مواصفاته لدى الجميع، وان يتوافق اللبنانيون على مواصفات الرئيس ولا على الاسم"، وسأل هل هذا يعقل؟ اكيد لا. نحن بتنا في المربع الاقرب لانتخاب رئيس للجمهورية، واعتقد ان الرؤوس الحامية في الوطن عليها ان تتواضع للوطن، ومن تواضع للوطن تواضع لله، نحن لا يمكن لنا البحث في كل الدنيا عن وطن غير هذا الوطن الذي نعيش فيه".
وفي الموضوع الزراعي رأى الوزير الحاج حسن ان "اربع مركبات يجب النظر اليها في القطاع الزراعي في العالم حتى هنا في الدولة القطرية وهي: الاستيراد والتصدير، أسواق جديدة، تخفيف المدخلات الزراعية حتى تصل بأقل كلفة ممكنة، مما يطمئن المستهلك من خلال التعاطي مع السوق الداخلية، تأمين الطاقة والمياه والإرشاد الزراعي"، واعلن ان "هذه النقاط الاربعة عملنا عليها منذ سنة ونصف، و يجب ان نتعاطى مع كل دول المنطقة على انها دول شقيقة وصديقة وحليفة"، كاشفا انه "لدينا عدو واحد هو العدو الاسرائيلي وان باقي الدول شقيقة وصديقة".
وقال:"نأتي الى اهلنا وأحبائنا وأصدقائنا في الدوحة لانهم لطالما وقفوا الى جانبنا، ونحن اليوم نطلب شراكة بيننا وبين الحكومة القطرية"، وكشف عن لقاء جمعه بالوزير القطري ، واكد "مشاركته في المعرض الزراعي وحضور لبنان في إكسبو قطر"، وقال:"اعتقد اننا قادرون في شراكة لبنانية - قطرية، لبنانية - سعودية على الوصول الى تكامل عربي ندعو اليه دائما".