بالتوازي مع الانهيار الحالي الذي يعاني منه لبنان، تطل التسويات في المنطقة برأسها من دون ان يكون محسوماتأثر الواقع الداخلي ايجاباً بما يحصل، لكن الاكيد ان المسار الذي سيسيطر على كامل الجغرافيا المحيطة"سيجرف" معه الساحة اللبنانية، بغض النظر عن المدة التي ستحتاجها الاتفاقات الخليجية الايرانية والسوريةلتفرض نفسها بشكل طبيعي في لبنان.
وضع حد للازمة السياسية سيؤدي الى فرملة الانهيار، الذي كانت له اهداف لم تتحقق، اقله وفق ما يرى المقربونمن حزب الله، اذ ان الحزب لم يتأثر عضويا بكل ما حصل من انهيار اقتصادي ومعيشي واستطاع اثبات قدراتهالشعبية خلال الانتخابات النيابية الاخيرة، وهذا يعني ان التراجع سيزيد من نفوذ الحزب وقدرته، فهل تقبلالولايات المتحدة الاميركية بتسوية لا تشمل القضايا الخلافية؟
لم يكن تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنه سينقل الفوضى الى المنطقة، نابعا من فراغ، اذ انالتصور الجدي الموجود لدى الحزب يؤكد ان هناك مساع لدفع البلد نحو الانهيار الكامل للضغط على حزب الله منخلال الفوضى داخل البيئات اللبنانية، الامر الذي سيؤدي بدوره الى تنازل من قبل حارة حريك.
لن يكون بسيطاً تنازل الولايات المتحدة الاميركية عن مطالبها في الداخل اللبناني، لذلك فإن الاستمرار بالضغطعلى الحزب هو احد ابرز اعمدة الاستراتيجية الاميركية في لبنان ولا يمكن التنازل عنه بسهولة، لذلك فإنالاميركيين لم يسهلوا مثلا استجرار الكهرباء والغاز من مصر والاردن بالرغم من تهديد الحزب بنقل المحروقاتالايرانية.
هذا الامر سينطبق على الواقع الحالي، اذ ان المؤشرات الحالية التي تنقل عن بعض المقربين من الاميركيين تؤكدان واشنطن تريد تقديم تسهيلات لكن بشروط، بمعنى اخر ان مطالبها السابقة المرتبطة بالحد من نفوذ حزب اللهداخل المؤسسات في لبنان ومنعه من التغلغل في الادارة اللبنانية، لا تزال موضوعة على الطاولة.
كما انه، وبالرغم من جدية تعامل حزب الله مع ما اعلنه نصرالله من تهديدات، يبدو انه في المقابل لا يصدقالغربيون هذا التهديد على اعتبار انه يؤدي الى تبعات كارثية على الواقع اللبناني بغض النظر عن نتائجهالعسكرية، وبما ان واقعية حزب الله تفرض نفسها دائما، يعتقد كثر ان هذه التهديدات تنحصر في تحسين شروطالمفاوضات لا اكثر ولا اقل.
لذلك فإن تحركات الموفدين الغربيين الذين بدأوا بالمجيء الى لبنان في الايام الاخيرة، ستكون مؤشرا جديا للمسارالذي سيأخذه الواقع اللبناني في المدى المنظور، وما اذا كانت التسوية قابلة للتحقق من دون الذهاب الى عمليةكسر عظم سياسية بين الاطراف..