هي "معركةٌ" حادّة شهدتها جلسة اللجان النيابيّة المُشتركة، اليوم الثلاثاء، في مجلس النواب إذ تحوّل النقاشُ من إطار نيابيّ إلى منحى حاد اتّسمَ بمواجهاتٍ كادت تؤدّي إلى فتنة في البلاد، لو لم يجرِ تداركها سريعًا.
ما ظهرَ من تصريحات نواب كُثر أن الجلسة كانت صاخبة بإمتياز من حيث مضمونها، لكنّ ما كشفه النائب سامي الجميل عن حصول مسّ بالمقدسات من قبل بعض النواب خلال الجلسة هو الأمرُ الذي شكّل ضجة كُبرى. فخلال مؤتمره الصحفي، طالب الجميل رئيس مجلس النواب نبيه بري بوضع يده على ما حصل خلال جلسة اللجان النيابية المشتركة، وفي هذا الإطار، ذكرت قناة الـ"LBCI" أنّ بري اتصل بالجميل بعد تصريح الأخير لإستطلاع ما حصل.
ماذا قال نوابٌ حضروا الجلسة؟
تقول النائبة غادة أيوب لـ"لبنان24" أنه من غير المقبول والمسموح أن يتمّ إسكاتُ أي نائبٍ يعبّر عن رأيه في أمورٍ عامة وبإطارٍ دستوري وأخلاقيّ"، وأضافت: "النقاش الحاد خلال جلسة اللجان النيابية المُشتركة ارتبطَ بمسألة الإنتخابات البلدية وبحقوق السحب الخاصة "SDR"، وخلال النقاش الحاد الذي حصل داخل القاعة العامة، ذهبت الأمور إلى حدّ المسّ بكرامة الشهداء والعائلات التي ضحّت في سبيل لبنان".
ولفتت أيوب إلى أنّ "النائب علي حسن خليل تعرّض لشهداء حزب الكتائب اللبنانية خلال كلامه"، وقالت: "هذا أمرٌ غير مقبول به بتاتاً وتسجيلات الجلسة موجودة وندعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى معالجة الأمر بحكمته بسرعة".
بدوره، قال النائب قاسم هاشم لـ"لبنان24" إنّه "لم يحصل أيّ مسّ بالمقدسات خلال الجلسة بعكس ما قال النائب الجميل"، وأضاف: "ما جرى هو نقاشٌ حاد بين عدد من النواب، وليست المرة الأولى التي نشهدُ فيها على نقاشات حادة داخل البرلمان".
وأردف: "شهدنا خلال الجلسة صراخاً وحدّية بالنقاشات بين مختلف النواب وبالأحرى "ضاعت الطاسة" ومن تحدثوا بصوتٍ عالٍ كانوا كُثر".
وختم: "لن نغوص في تفاصيل من شأنها أن تُؤجّج الوضع في البلد وكفى اللبنانيين شرور الإنقسام الذي برز بسبب التوقيت الصيفي وحقاً الناس لعنت الساعة".
من جهته، دعا النائب أحمد الخير إلى التهدئة، وقال عبر "لبنان24": "أدعو جميع الزملاء النواب إلى تحمّل بعضهم البعض وأن يكون البرلمان مساحة مشتركة لحلّ المشاكل والأزمات بحكمة".
واعتبر الخير أنّ "أيّ مشادة داخل مجلس النواب تنعكسُ سلباً على الواقع التشريعي وعلى البلد برُمّته"، متمنياً أن "يكون هناك حرصٌ على المؤسسات الدستورية والتمسك بالحوار والنقاش الهادئ والعقلاني"، وأضاف: "نرفضُ أيّ أمرٍ يمكن أن يؤدّي إلى فتنة أو تعزيز كلامٍ طائفي أو إنقسامٍ طائفي بين اللبنانيين ومتمسكون بالخيارات الوطنية التي تجمعنا تحت سقف الدستور".
وختم: "فلنترفع عن كلّ الخلافات وأراهن على حكمة كل الزملاء لتخطّي صغائر الأمور والتعاون من أجل تخطّي هذه المرحلة الصعبة".
من جهته، اعتبر النائب سيزار أبي خليل عبر "لبنان24" أنّ مداولات اللجان سرية وليست للنشر، لكنه قال رداً على مطالبة الجميل بكشف تسجيلات الجلسة: "أنا تقدّمت بقانون الشفافية المطلقة لنشر كل مداولات الجلسات ومن الجيد أن يكون رأيه كذلك وأطالبه بالتصويت معي على القانون".
تصريح الجميّل
وفي تصريحه، استنكر الجميل ما جرى خلال جلسة اللجان النيابية المشتركة من نقاش حادٍ بين النواب، مشيراً إلى أنّ "ما حصل خطيرٌ جداً"، داعياً بري إلى الإطلاع على تسجيلات الجلسة"، وقال: "نطالب رئيس المجلس باتخاذ تدابير فورية وأطالب أيضاً بنشر مضمون التسجيلات أمام الرأي العام".
وأضاف: "إذا أخبرت بما حصل سأكون مساهماً بفتنة يريد البعض جر البلد إليها وهذا ما لا نريده، من هنا لن أتحدث عما حصل خلال الجلسة والذي كان يمكن أن ياخذ البلد الى مكان آخر".
وتابع"ما حصل اليوم خطير وقد حصل مسّ بالمقدسات خلال الجلسة، وإن كان أحد النواب قد فقد أعصابه فنحن نمر فوق ما حصل ونتخذ التدابير اللازمة وما من مشكلة أما إن كان هناك توجه سياسي بأن نتعاطى في البلد بهذا الشكل ونستخدم هذا المنطق وننظر للآخر بهذا الشكل أي أن إذا كان هذا الشيء عام فالمشكلة كبيرة جداً".
وتابع: "لن أدخل بمضمون ما حصل والتسجيلات موجودة واتمنى ان تنشر وأكثر من ذلك لن أضيف. اللبنانيون شاهدون على أخلاقي وصبري الطويل في أعنف المواجهات لم أقلّل "تهذيب وأخلاق" مع أحد وكل الناس تعرف ان هذا الأمر لن يتغير والموضوع بات بعهدة بري".
مع هذا، فقد رأى الجميل أنّ عدم إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية سيؤدي إلى فوضى كبيرة في البلد، وقال: "بإمكان الحكومة إجراء الإنتخابات البلدية وهناك الكثير من الطرق لذلك وتكلفة الإنتخابات 8 مليون دولار وهي لا تتجاوز ما ينفقه مصرف لبنان يومياً".