أشار رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل الى ان "الكتائب مدرسة أخلاقية علمتنا انه عندما نقبل اعتذارا نطوي إشكالا، وإشكال امس انطوى بمعزل عن الاختلاف السياسي المستمر وسنتحدث عنه بشكل مفصل بهذا اللقاء".
وفي مؤتمر صحافي شكر الجميّل كل من اتصل وتضامن مع الكتائب، وكل الكتائبيين في كل القرى والأقسام على الحركة التضامنية التي رآها أمس، منطلقاً مما حصل ليتحدث عن لبنان لأن ما حصل كان يمكن ان يأخذ لبنان إلى مكانٍ آخر.
وقال: "أسأل نفسي لو اننا تصرفنا بطريقة مختلفة او لم يحصل الحادث معي بشكل شخصي وحصلت ردة فعل لم اكن أعرف أين كان سيكون لبنان، وهذه المرة ليست الأولى بل مسار قد ياخذ البلد الى مسارات خطيرة تفاديناها امس لكن لا شيء يؤكد انها لن تتكرر وتكون نتائجها مختلفة".
واضاف الجميّل: "عقدت هذا اللقاء لأدق ناقوس الخطر على الوضع الاجتماعي الذي يعيشه الناس والفقر والجوع والمعاناة اليومية لكل الشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه والتشنّج الطائفي والشعور بالغبن والقهر الذي يمكن أن يجرّ لبنان الى مكان آخر، مشددا على أنه "لا يمكن الاستمرار بهذا الوضع، فلبنان على حافة الانهيار والشعب متوتر والشعب بحالة غضب ويأس وهذا الشعور عام لدى كل اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق".
وقال:"في ظل هذا الوضع نرى أداءً استفزازياً ومحاولة فرض وفوقية بالتعاطي في كل الأماكن التي نوجد فيها، وهذا لا يمكن أن يوصلنا إلّا إلى مزيد من الانهيار، وحرصًا منا على هذا البلد نوجه هذا النداء للجميع، ولا احد قادر على فرض إرادته على اللبنانيين وهذا ما يخلق التوتر لأن الانتخابات خلقت توازانا يمنع من كان يعتبر انه قادر على الفرض ان يستمر به ولا يمكنه فرض رئيس جمهورية".
ورأى أن هناك خارطة طريقة واحدة بإمكانها انقاذ لبنان وهي انتخاب رئيس جمهوية قادر على فتح ورشة انقاذ"، مشيرا الى ان "حزب الله لن يتمكن من فرض رئيس جمهورية على اللبنانيين، وإن قاموا بفتوى فسيكون رئيس على جمهورية حزب الله وليس على جمهورية اللبنانيين".
وقال: "نريد رئيسا يملك ثقتنا وثقة الآخرين وفور هذا الانتخاب لبنان لن يقوم إلا بمؤتمر وطني ببنود أساسية: المصالحة والمصارحة بين اللبنانيين".
واعتبر أنه حان الوقت لفتح كل الملفات المقفلة لطي الصفحة والانتقال الى مكانٍ آخر، كما وأنه حان الوقت للتطلع الى الأمام وعدم فتح السجالات حرصًا منّا على سير المؤسسات ومصلحة الشعب.
ورأى أن الرئيس الجديد عليه فتح ملف السلاح فما من بلد يبنى بسلاحين، لافتاً الى انه يجب ضبط الحدود وفرض القانون وتصغير القطاع العام وخلق مساواة وهذا كله يصطدم بالسلاح.
وعن موضوع النظام السياسي الذي يضع الطوائف بحالة نزاع ومواجهة، قال: "هذا النظام غير قادر على تأمين الشراكة الحقيقية بين اللبنانيين ولا بد من الذهاب الى صلب الإشكال".
وأضاف: "منذ سنوات نتحدث بالإصلاحات وعارضنا وواجهنا خاصّةً حاكم مصرف لبنان الذي لم يكن ليكون على كرسيه لو لم يحمِ المنظومة وهي تحميه، معتبراً أن الاصلاحات في القطاع المصرفي ما كانت لتعرقل لو لم يكن هناك من يريد حماية جماعته المودعين في المصارف.
وتابع: "كل الأمر مرتبط بالسياسة، وما من افق من دون معالجة الأساس، ولا يمكن لأحد ان ينتصر بالهوبرة، فليس لأننا أوادم ولدينا حرص على كل مواطن بكل طوائفه يسمح لنفسه أن يستفرد او يستخف ويتعاطى بفوقية".
ورأى أن هذا الموضوع انتهى ومطلوب اليوم من اللبنانيين الذين يريدون بناء البلد وضع أيديهم بأيدي بعضهم البعض.