Advertisement

لبنان

لا "خرق" قبل عيد الفطر.. "العين" على اللقاء الخماسي المقبل!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
13-04-2023 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1056687-638169754312457243.jpg
Doc-P-1056687-638169754312457243.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

 
يكاد "الجمود" يكون عنوان هذه المرحلة بامتياز، في ظلّ "زحمة" إجازات ومناسبات اجتماعية، بدأت مع عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، وتستكمل مع عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، على أن تتوّج في نهاية شهر رمضان مع حلول عيد الفطر السعيد، وكلّها أعياد "مجيدة وسعيدة"، كما يطلق عليها، لكنّها فقدت الكثير من بريقها في ظلّ الأزمات السياسية والاقتصادية.

Advertisement
 
فمع أنّ الكثير من اللبنانيين لن يكون بمقدورهم "الاحتفال" بالأعياد، كما دأبوا في مثل هذه المناسبات، بعدما أرهقتهم الظروف الاقتصادية الصعبة، التي عقّدتها حالة الاستعصاء السياسي، والفراغ الذي يكاد يطبق على الدولة بكلّ مؤسساتها، إلا أنّ "إجازة الأعياد" فعلت فعلها سلفًا، ليغيب معها أيّ نقاش "جدّي" خصوصًا حول الاستحقاق الرئاسي الذي تأخّر كثيرًا عن أوانه، والذي يبدو أنّ استحقاقات داهمة أخرى تتّجه للمصير نفسه.
 
وإذا كانت مقولة "بأيّ حال عدت يا عيد"، تنطبق على كلّ هذه الأعياد هذا العام، أكثر ممّا انطبقت على أيّ عيد في السابق، فإنّ العديد من علامات الاستفهام تُطرَح عن الخروقات المُنتظَرة، خصوصًا بعدما كثر الحديث عن ترجمة للاتفاق السعودي الإيراني الذي تتسارع وتيرته، فهل من رهانات على متغيّرات يمكن أن تطرأ في الأيام القليلة المقبلة؟ وهل يتحرّك الملف الرئاسي أخيرًا، ليفضي إلى تصاعد "الدخان الأبيض"؟!
 
إجازة "مفتوحة"
 
يقول العارفون إنّ الاستحقاق الرئاسي في إجازة "مفتوحة" بدأت منذ ما قبل "إجازات الأعياد"، بغياب أيّ مؤشّرات تدلّ على وجود نيّة لدى الأفرقاء السياسيين بالتفاهم والتوافق فيما بينهم بما يتيح تحقيق "الانفراجة الموعودة"، علمًا أنّ إحجام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الدعوة إلى جلسات انتخابية جديدة منذ أسابيع طويلة يعزّز هذا المنحى، وهو ما يعزوه إلى عدم وجود "مرشحين جديين"، ينقذون المجلس من تكرار "مسرحيات الخميس" الشهيرة.
 
يستبعد هؤلاء حدوث أيّ تغيير في هذا السياق خلال الأيام المقبلة، فالجمود سيّد الموقف، والاتصالات السياسية شبه مقطوعة، علمًا أنّ ما كان يراهن عليه البعض لجهة القدرة على جمع بعض القوى السياسية، بمناسبة عيد الفصح مثلاً، انتهى مع خلوة النواب المسيحيين التي رعاها البطريرك الماروني بشارة الراعي، والتي تمّ حصرها بدواعي "الصلاة"، بعد ثبوت العجز عن التوصّل إلى أيّ تفاهم سياسي بين القوى السياسية المعنيّة.
 
ولعلّ ما يزيد الأمور تعقيدًا أنّ المواقف السياسية "جامدة"، بل "تراوح مكانها" منذ أشهر، فرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وإن اتفق الجميع على اعتباره المرشح الأوفر حظًا حتى إثبات العكس، لا يزال يصطدم برفض بعض القوى المطلق له، وبينها من يعتبره مرشح "فرض"، ويطالبه بالانسحاب التلقائي من السباق، لبدء النقاش بالبدائل الممكنة، وبينها من يلوّح بتعطيل النصاب، فيما لا يبدو المرشحون المعلَنون الآخرون "جديين" حتى الآن.
 
الرهان على الخارج
 
وسط ذلك، لا يزال "الرهان" الأول، وربما الأخير، بالنسبة لمعظم القوى السياسية هو على الخارج، وكأنّه ينتظر "كلمة سرّ" منه للمضيّ قدمًا في الاستحقاق الرئاسي، علمًا أنّ الحديث يتزايد في الأيام الأخيرة عن اجتماع خماسي جديد مرتقب، بين ممثلين عن كل من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، قد يكون هذه المرّة على مستوى أرفع، ربما يصل لوزراء الخارجية، ويرجح أن يعقد في العاصمة السعودية الرياض.
 
وفي حين لا يزال الحديث عن احتمال ضمّ إيران إلى هذا "الخماسي"، على طريقة مجموعة "الخمسة زائد واحد"، مجرد حبر على ورق، ثمّة من يراهن على أنّ الملف الرئاسي اللبناني سيكون قريبًا في صلب محادثات السعودية وإيران، بعدما قطعت شوطًا واسعًا خصوصًا على مستوى حرب اليمن، وإلى حد ما الملف السوري، علمًا أنّ هناك من يجزم أنّ لبنان هو البند الثالث المطروح على طاولة "التسوية المنتظرة".
 
لكن، بمعزل عن صوابيّة هذا الرأي من عدمها، يجزم العارفون أنّ المشكلة في كلّ هذه الرهانات تبقى في "قصورها" عن تشخيص المشكلة بطريقة دقيقة، فالكرة ليست أبدًا في ملعب الخارج، ولا سيما أنّ هذه الدول تحصر دورها بدواعي "التشجيع"، وترفض أن "تنوب" عن اللبنانيين في حلّ مشاكلهم، وبالتالي فالمطلوب أن يتفاهم اللبنانيون أولاً، وأن يجلسوا بالحدّ الأدنى على طاولة واحدة، وإلا فلا خروقات قد تحصل لا قبل العيد ولا بعده.
 
نتيجة ما تقدّم، يبدو ثابتًا أنّ البلاد دخلت في "إجازة الأعياد"، وجمّدت أيّ حديث في استحقاق الرئاسة، وربما في السياسة بشكل عام، حتى إشعار آخر. وإذا كان الحديث عن "إجازة" في ظلّ الظروف الدقيقة التي يعيشها البلد مزعجًا لكثيرين، فإنّ الخشية تبقى في أن تتحوّل فعلاً هذه الإجازة من "إجازة أعياد" إلى "إجازة مفتوحة"، أو ربما ما يشبه "الاعتكاف"، بانتظار "معجزة ما" قد لا يكون حصولها مُتاحًا من أصله!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك