بشكل غير متوقع، يبدو ان الملف اللبناني بات لديه اولوية في اطار التواصل والتقارب الايراني السعودي، واصبح متقدما على سائر ملفات المنطقة كسوريا والعراق وغيرها، اذ ان كل المؤشرات توحي بأن الطرفين، طهران والرياض، يرغبان في ترتيب الساحة اللبنانية بوقت قياسي، بعد ان كان لبنان عنواناً تفصيليا لديهما.
تجمع مصادر متابعة على ان زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى بيروت ليست منفصلة عن المسار الكبير للتوافقات التي ترعاها ايران والسعودية في المنطقة ويأتي بالتوازي مع الزيارة- الحدث للرئيس الايراني الى دمشق غدا والتي ستكون لها تبعات كبيرة سياسيا وامنيا.
وتؤكد المصادر ان لقاءات القمة المتوقعة بين الرئيس السوري والامير محمد بن سلمان وامكانية عقد لقاء بين الملك السعودي والرئيس الايراني في وقت لاحق، هي التي تحكم المشهد العام في المنطقة والتي ستعجل من الحل في اليمن والذي وضع على السكة الصحيحة ليصبح لبنان الآن الملف الاكثر قابلية للحل.
وتعتبر المصادر ان الكواليس السياسية تشهد تزايد الحديث عن ان التسوية الرئاسية مع ما يترافق معها من تسويات داخلية لن تطول، وان الشهرين المقبلين حاسمان في هذا الشأن، اذ ان بداية الصيف قد يشهد انتخاب رئيس جديد للبنان ولن يشهد فراغا في حاكمية مصرف لبنان، لان التعيين سيكون جاهزا ومتفقا عليه.
وترى المصادر ان كل الاتصالات السياسية التي تحصل اليوم على الصعيد الداخلي تركز على اتمام القدرة التقنية والدستورية على مواكبة اي حل، بمعنى اخر، كل الجهود تصب في تأمين النصف زائدا واحدا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية اضافة الى النصاب الدستوري اللازم لعقد جلسة الانتخاب.
في حين ان الجهود الخارجية تصب في اتجاه واحد هو المملكة العربية السعودية لمعرفة موقفها النهائي من الاستحقاق الرئاسي، حتى ان بعض المعلومات تشير الى ان لقاء سيحصل بين القيادة السعودية والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل القمة العربية وسيكون لبنان جزءا اساسيا من المواضيع التي ستطرح خلاله.
وبحسب المصادر فإن هناك مخاوف جدية من ان تكون الايجابية المتوقعة والمرتبطة بالرغبة الفرنسية بالحل، وبالتسوية الايرانية السعودية، امام تحديات جدية في ظل انعدام الحماسة الاميركية لهكذا تسوية في بلد مثل لبنان في هذه اللحظة السياسية بالذات.