استضافت السفيرة الأميركية دوروثي شيا مصمم الأزياء اللبناني والعالمي ورجل الأعمال إيلي صعب، ضمن سلسلة "لقاء مع فنان" Meet the Artist التي تنظّمها السفارة الأميركية وتسلّط فيها الضوء على المواهب اللبنانية ، في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، والوزراء في حكومة تصريف الاعمال: الاعلام زياد المكاري، الصناعة جورج بوشكيان، والاقتصاد أمين سلام، رئيس المجلس الاقتصادي الإجتماعي شارل عربيد، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس وعدد من الفنانين والاعلاميين والمواهب الناشئة في قطاع التصميم.
بداية، تحدثت السفيرة شيا فأشارت الى أن صعب "وضع لبنان على خارطة الأزياء الراقية عالمياً وردم الهوّة بين الشرق والغرب، مادّاً الجسور بينهما بخيطٍ وإبرة وحرفيةٍ استثنائية".
وتخلّل الأمسية حوارٌ بين السفيرة شيا وايلي صعب تضمّن أسئلةً من مصمّمي الأزياء الصاعدين ووزراء وأفراد مؤثرين من حقول الأعمال والثقافة والفن تكريماً لمسيرة صعب الممتدة على أربعة عقود ولمساهماته الفنية والصناعية في لبنان والعالم.
وتحدث صعب مطولا باعتزاز عن رحلته في عالم التصميم والإبداع والابتكار التي وضعت لبنان على الخارطة العالمية للموضة، وشرح للتحديات التي واجهها منذ اطلاق علامته التجارية الأولى، وعبر عن محبته للبنان وعن أمله بعودته الى عصره الذهبي عندما كان مقصدا وملاذا للشرق والغرب، معتبرا أنه "يليق ببيروت ان تكون عاصمة للموضة والجمال في العالم". وأشار الى أنه يعمل على اطلاق علامة "صنع في لبنان"، وأنه سيوفر نحو 600 فرصة عمل جديدة في لبنان. وأعلن سعيه "لإعطاء الشباب فرصةً للحلم ولشقّ طريقهم الخاصة أثناء سعيهم لتجسيد شغفهم".
وتطرق الى العلاقة بين الأزياء وصناعة الموضة وعالم الأعمال، فقال: "الأهمية بداية هي "للمنتج" الذي هو الأساس، وعندما قررت أن أمتهن تصميم الازياء رأيت أنه يجب تطوير بيئة الأعمال قبل التصاميم، فهناك أشخاص موهوبة ولديها الكثير لتقوله في عالم الموضة لكنها لا تعرف أن تدير موهبتها، فالنجاح التجاري مهم، وسر نجاحي هو "بالمنتج" الذي أقدمه والذي جعل اسمي يكبر."
وأشار ردا على سؤال الى "العلامة التجارية التي أطلقها وهي Elie Saab maison ، وهي تركز على تصاميم أساس المنزل وديكوراته وتلقى نجاحا كبيرا حيث لديها أكثر من 20 مشروعا في العالم"، معتبرا أنها "تكمل المسار الذي بدأه "، معلنا أنه لو لم يكن مصمما لأختار اختصاص الهندسة المعمارية.
وقال: "نعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات على مشروع مهم وهو مشروع "صنع في لبنان"، وأدعو كل شخص في مجاله واختصاصه أن يعمل عليه ويشارك فيه. واقول للبنانيين، صحيح أننا نمر الآن في مرحلة صعبة ولكن يمكن لرواد الأعمال أينما كانوا ان يطوروا من خلال وسائل التواصل فرص العمل لمساعدة البلد"، كاشفا أنه سيخصص نحو 600 فرصة عمل للبنانيين في لبنان.
وأشار إلى أنه يعمل الآن على افتتاح فروع له في الولايات المتحدة الأميركية في ميامي هيوستن ودالاس ولوس انجلس، وقال: " السوق الأميركي مهم جدا وهو من اقوى الأسواق، ولديه أكثر من 150 نقطة بيع في الولايات المتحدة".
واعلن ان طموحه في كل ما يقوم به هو "عودة لبنان إلى المرحلة الذهبية، مرحلة الازدهار والحياة الجميلة، فبيروت يليق بها ان تكون عاصمة الجمال في العالم، وليس هناك أفضل من الإنسان اللبناني، وهذا ما يجعلنا ننظر الى الحياة بتفاؤل ويحدونا للسير قدما من أجل أن نقدم للبنان الأفضل والأحسن، ونحن لم نعد نرغب كلبنانيين بأن نرى هذا الكم من الصور السلبية عن لبنان وعن المآسي التي نعيشها".
وأشار إلى أنه يعمل "منذ أكثر من عشرين سنة على تأمين التعليم للجيل الجديد وقدم أكثر من برنامج تعليمي يتعلق بتصميم الازياء للشباب لاعطائهم فرصة بأن يحلموا وينطلقوا ويذهبوا إلى البعيد"، وقال: "لقد اطلقت بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية شهادة تصميم الأزياء وعندما وضعت يدي مع العديد من الجامعات والمعاهد، قمت بذلك لايماني بالشباب اللبناني الطموح والمجتهد ، وطموحي بأن يصبح لبنان من أكبر عواصم الموضة في العالم.
وأوضح انه عمل طيلة حياته "لأبراز جمال المرأة وانثوتها، مستعينا بعارضات من كل الألوان والاجناس، لديهن شكل جيد لابراز كل انواع التصميمات"، مشيرا الى "ان انطلاقه الى العالمية جاء بعد انطلاقه في الدول العربية"، متمنيا "أن يرى لبنان في المكان الذي يليق به، فللبنان تاريخ وسمعة طيبة وقوته بشبابه المنتشر، والشعب اللبناني "طيب" ورائع أيضا".
كما أعلن انه لا يحبذ الاعتماد كثيرا على الذكاء الاصطناعي في عمله، لأنه "من المهم ان يقوم الإنسان بكل الوظائف المطلوبة . أن أمسك القلم وأرسم على الورق له طعم مختلف بالنسبة لي".
واشار بيان للسفارة الأميركية الى ان "سلسلة "لقاء مع فنان" صممت لتعزيز العلاقات بين الفنانين اللبنانيين المؤثرين والشباب الصاعد في الحقول الفنية والثقافية المختلفة ومنحهم منصةً للتواصل ضمن المجتمع الفني، وللتعلّم من خبرات الفنان القدوة وللاطلاع على برامج التبادل وفرص التمويل الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية.
وكانت الأمسية الحلقة التاسعة من سلسلة "لقاء مع فنان"، علماً أن البرنامج استضاف في فتراتٍ سابقة مشاهير من أمثال جورج خباز ورؤوف رفاعي ونديم شرفان من فرقة مياس".