أثار إعلان منظمة الصحة العالمية قبل أيام، أنها وجدت صلة محتملة بين لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، وحالات تجلط دموي تعرض لها أشخاص تلقوا اللقاح، القلق والخوف لدى كُثر ممن تلقوا هذا اللقاح او غيره من اللقاحات، مثل فايزر وموديرنا.
يأتي هذا القلق مرافقا للبلبلة السابقة التي أحدثها هذا اللقاح لناحية التشكيك بفعاليته، وربط استخدامه لأعمار معينة، وخصوصا بعد إعلان لجنة خبراء اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طوّره مختبر أسترازينيكا البريطاني، يمكن استخدامه للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عامًا. فهل حقا هناك صلة بين لقاح أسترازينيكا وحالات التجلط الدموي؟
صلة محتملة
يجيب الدكتور باسم جمعة، الاخصائي في أمراض الرئة، في حديث لـ"لبنان 24" عن هذا السؤال، مشددا أولا على ضرورة الانتباه الى عبارة "صلة محتملة" التي جاءت في بيان منظمة الصحة العالمية، وبحسب جمعة: "المنظمة نفسها تتحدث عن احتمال، وكل احتمال أيضا يستوجب التشكيك به، وبالتالي فانّ هذا الحديث يبقى في طور الدراسة، ولم تقدّم المنظمة في بيانها سوى هذا الاختصار الشديد ما يعني انّ الفرضية تخضع للاختبار لتأكيدها او نفيها".
وبتابع جمعة: "الدراسة لا تزال في بدايتها ونحن سنتابع النتائج لمعرفة ما إذا كانت هذه فرضية او حالة مؤكدة". وبحسب جمعة: "نلاحظ مؤخرا انّه لدى إصابة بعض المواطنين بأي مرض، يأتون الى الأطباء ويسألونهم ما إذا كان ذلك بسبب اللقاح، ولكن هذه عموميات، ولا يمكن ربط كل ما يحصل من امراض او مشاكل صحية بسبب اللقاحات أي كان نوعها".
وبحسب جمعة فانّه ينصح المواطنين بضرورة تجنب الكثير من الضخ الإعلامي والاخبار المتعلقة بهذه الأفكار لتفادي القلق النفسي والضغط الذي قد يتعرضون له.
دراسات سابقة
والجدير ذكره انّ اللجنة الفرعية المعنية بكوفيد-19 والتابعة لمنظمة الصحة العالمية، استعرضت في نيسان من العام 2021، مجموعة من التقارير عن حدوث حالات نادرة من الجلطات الدموية المصحوبة بانخفاض الصُّفيحات الدموية، عقب التطعيم بلقاح أسترازينيكا.
وربطت اللجنة هذه التقارير مع معلومات وردت اليها من الوكالة الأوروبية للأدوية والوكالة التنظيمية للأدوية وغيرها من المنتجات الصحية في المملكة المتحدة ومن دول أعضاء أخرى، ولاحظت أنه بناءً على هذه المعلومات، يُعتبر وجود علاقة سببية بين اللقاح وحدوث جلطات دموية مصحوبة بانخفاض الصُّفيحات الدموية أمرًا معقولًا في ظاهره، ولكنه غير مؤكَّد، وهو ما يلزم بالقيام بإجراء المزيد من الدراسات المتخصصة لفهم العلاقة المحتملة بين التطعيم وعوامل الخطر.
وأضافت حينها اللجنة أنه من المهم ملاحظة أن الأحداث الخاضعة للتقييم، على الرغم من أنها مثيرة للقلق، فإنها نادرة للغاية، إذ أُبلِغ عن أعداد قليلة من بين ما يقرب من 200 مليون شخص تلقوا لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 على مستوى العالم.