تستعد الصين لموجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا، التي يمكن أن تصل إلى 65 مليون حالة أسبوعيا، بعدما خففت من تشديدات مواجهة الجائحة، وبعد أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية إنهاء حالة الطوارئ الصحية المتعلقة بـ"كوفيد 19".
وجرى الكشف عن هذه البيانات الصحية من قِبل أخصائي أمراض الجهاز التنفسي تشونغ نانشان، في مؤتمر طبي هذا الأسبوع بمدينة غوانزو جنوبي الصين، البلد الذي كان مهدا للوباء.
ووفقا لوسائل إعلام حكومية، أخبر تشونغ الحضور أن الموجة الجديدة التي بدأت في أواخر أبريل كانت "متوقعة"، وأن نموذجه الإحصائي يشير إلى أن الصين قد تقترب من 40 مليون إصابة في الأسبوع، وبحلول نهاية يونيو ستبلغ العدوى ذروتها بواقع 65 مليون حالة أسبوعيا.
وبالمقارنة، كانت الولايات المتحدة تبلغ عن أكثر من 5 ملايين حالة أسبوعيا في ذروة الموجة الوبائية بشهر كانون الثاني 2022.
وفي مطلع أيار الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، مما أثار جدلا بشأن استجابة الأنظمة الصحية على مستوى العالم للجائحة، بعد 3 سنوات من تكبيدها الاقتصاد العالمي أضرارا بالغة.
واعتبرت شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأميركية أن عودة ارتفاع حالات الإصابة بكورونا مؤخرا "أمر مذهل"، في بلد كان قد فرض قبل أشهر بعضا من أقسى بروتوكولات مكافحة الفيروس في العالم، لكن حاليا مع أحدث متحور لـ"أوميكرون" الذي يعرف باسم "إكس بي بي"، وهو المسؤول عن الارتفاع الحاد في الإصابات، فإن استجابة الحكومة الصينية باتت أقل من سابقها في كل الأحوال.
في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" قال مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية في الأردن ضرار بلعاوي، إن الموجة الراهنة من كورونا التي تضرب الصين "متوقعة"، خاصة بعد الموجة الأخيرة التي حدثت في شهر يناير ومن حينها انخفضت المناعة المكتسبة سواء من الإصابة السابقة أو من اللقاحات.
وبشأن تأثير الوضع الراهن ومدى مساهمته في إثارة المخاوف بشأن الجائحة مجددا، أوضح بلعاوي: "المتحور XBB1.16 جديد على الصين التي انتهجت سياسة "صفر إصابات"، وبالتالي لا بد أن يصابوا بكل أنواع المتحورات التي ضربت العالم في الشهور الماضية".
وأكد أنه "حسب البيانات الإحصائية، يمكن أن يصاب 65 مليون شخص في أسبوع واحد خلال شهر يونيو المقبل، على أن تكون ذروة تلك الموجة في نهاية الشهر المقبل، ثم ينعكس المنحنى انخفاضا".
وتابع قائلاً: "لا أتوقع أن تثير تلك الموجة المخاوف، لأنه وفق شهادات عدد من المصابين في الصين فالأعراض خفيفة وأقل حدة من الموجات السابقة، ولا يوجد هناك تركيز حاليا على الأمر من السلطات الصحية هناك، وبالطبع هناك أسباب سياسية واقتصادية وراء ذلك، لكن لا يوجد أخبار عن زيادة عدد المحجوزين بالمستشفيات".
وأشار إلى أن "هذا متوقع في ظل أن الصين تنتهج حاليا سياسة التعايش مع الفيروس الذي يسير عليه العالم أجمع، وهذا هو التصرف الصحيح مع إنهاء العمل بحالة الطوارئ العالمية". (سكاي نيوز عربية)