كتبت" النهار": يذهب عضو "كتلة الاعتدال الوطني" الشمالية النائب سجيع عطية الى حدّ تبنّي تكهّن فحواه أن ثمة فصلاً جديداً بدأ للتو وهو سيفرض نفسه على مشهد السباق الى قصر بعبدا في أعقاب التطور النوعي الذي حصل أخيراً والمتمثل بتبنّي كتل وازنة ترشيح أزعور منافساً ومنازلاً للمرشح الآخر المعلن منذ زمن وهو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.
ويمضي عطية في رحلة تفاؤله الى حدّ الترجيح أن يكون الأسبوع المقبل موعد جلسة الانتخاب للرئيس المنتظر.
ورداً على سؤال قال النائب عطية: "لقد صرنا في وضع حرج جداً لم نعد نملك فيه ترف الوقت وفرصة المناورة، فالضغوط الداخلية والخارجية التي تمارس علينا كأطراف داخليين بغية الانخراط جدياً في مسألة الانتخاب وإنهاء الشغور صارت أكبر من قدرتنا على الاحتمال والامتصاص فضلاً عن أن ثمة استحقاقات داخلية داهمة تفرض على الجميع الخروج من التعايش مع مرحلة الشغور الرئاسي وفي مقدمها قضية حاكم مصرف لبنان التي أخذت كما هو معلوم أبعاداً إشكالية في الآونة الأخيرة وهو ما زاد في منسوب الضغط المالي والنقدي علينا خصوصاً بعد رسائل الاتحاد الأوروبي إلينا، التي تنطوي على تلويح صريح لنا بعقوبات، وهو ما يزيد في التهديد بإمكان وضعنا في المنطقة الرمادية التي يعلم الجميع حجم المخاطر المالية والاقتصادية التي يمكن أن تنجم عن مثل هذه الخطوة وهذا الإجراء العقابي".
"وفوق ذلك كله، يستطرد عطية، فإنه بعد تسمية أزعور مرشحاً معلناً ونهائياً من قبل فريق وازن نيابياً وسياسياً وطائفياً، لم يعد عند رئيس مجلس النواب نبيه بري حجة وذريعة تحول دون توجيهه دعوة الى عقد جلسة انتخاب للرئيس في أقرب وقت، إذ إن الجميع باتوا أمام مشهد مختلف".
وعما يردّده البعض من أن أزعور سيكون من الآن فصاعداً مرشح تحدٍّ لا تنطبق عليه مواصفات الرئيس التوافقي بعد الذي حصل؟ يقول عطية: "هذا ما آلت إليه الأمور تلقائياً بعدما انسدّت السبل أمام خيارات بديلة. وأكثر من ذلك، صرنا جميعاً أمام أمر واقع عنوانه أن عندنا مرشحين معروفي الهوية والنسب السياسي، الأول هو مرشح الثنائي الشيعي ومن والاه في السياسة، والثاني هو مرشح الكتل المسيحية الثلاث الرئيسية في المجلس ومن يمكن أن يسير في ركاب خيارها لاحقاً".
وبناءً على ذلك، يعرب النائب عطية عن اعتقاده "بأننا دخلنا عتبة مرحلة العدّ والإحصاء وحسم الخيارات وانتظار نتائج التأثيرات على النواب. ولا بد أن الكل وطّن نفسه على هذا الأساس، وعلينا أن ننتظر بعض الوقت لنكوّن صورة واضحة، إذ إننا بتنا أمام معطيات جديدة لا بد من أن تؤخذ في الاعتبار والحسبان، فضلاً عن أنه يتعيّن أن ننتظر نتائج الحراك الخارجي ومحوره بطبيعة الحال باريس ليُبنى أيضاً على الشيء مقتضاه".
وعن موقف "كتلة الاعتدال الوطني" السداسية قال عطية "الى الآن يمكنني القول إننا ما زلنا في مربّع الحياد الإيجابي. ونحن كما ردّدت سابقاً لن نتخلف عن تلبية أي دعوة توجّه للمشاركة في جلسات الانتخاب وسنؤمّن تالياً النصاب وسنسارع الى الإدلاء بأصواتنا عندما تدور صندوقة الاقتراع في القاعة العامة. أما عن اسم المرشح الذي سنعطيه أصواتنا فلا نخفي أننا حرصاء على البقاء في مربع الغموض وعدم الإفصاح. وقرارنا أن نبقى على هذا الموقف الى حين انعقاد جلسة الانتخاب وبدء عملية الاقتراع. عندها فقط سنكشف عن اسم المرشّح الذي نزكّيه".
وكشف النائب عطية أن "كتلة الاعتدال الوطني" لم تعد مؤلفة من ستة أعضاء فقط كما كانت الحال بداية بل صارت الآن كتلة من عشرة نواب بعدما انضمّ إليها أخيراً كل من النواب نبيل بدر وعماد الحوت وجميل عبود ونعمت افرام.
ويخلص عطية الى تبنّي استنتاج فحواه "أن ساعة انتخاب الرئيس العتيد باتت أقرب ممّا يحسب البعض، لأنه لم يعد لدينا ترف التلاعب بالوقت".