تراجعت بشكل واضح جهود قوى المعارضة والتيار الوطني الحر للاتفاق على مرشح موحّد لرئاسة الجمهورية بعد تلقيها ضربات سياسية اجهضت اي خطة لحرق اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وتعويم اسم الوزير السابق جهاد ازعور، اذ لا يزال ازعور عاجزا عن تأمين اكثرية نيابية او اقله عددا وازنا من الاصوات في المجلس النيابي.
لا تحتاج المعارضة الى اسم جديد لتكرر من خلاله تجربة ترشيح رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، بل هي تحتاج الى اسم يحظى بتأييد اكثرية النواب او في اسوأ الاحوال بتأييد عدد من النواب يفوق عدد النواب الذين يؤيدون وصول رئيس المردة، ومن هنا بدأ، في الاصل، الحديث مع رئيس التيار جبران باسيل.
حصول ازعور او غيره على اصوات تفوق اصوات فرنجية سيحرق ورقة الاخير، وسيحرج القوى السياسية المتمسكة به، اذ سيظهر التمسك به كمعاندة وعملية تعطيل مفضوحة لا يمكن تغطيتها بأي حجة، وسيسمح لعدة دول مهتمة بالشأن اللبناني بالذهاب نحو ضغط من اجل تسوية وحل وسط بين الافرقاء.
الضربة الاولى التي تلقتها المعارضة كانت في عدم توحّد قوى التغيير والنواب المستقلين، اذ ان عدد منهم يرفض انتخاب ازعور او ان يكون جزءاً من المحاصصة او التسوية مع الاحزاب التقليدية، في حين ان عددا اخر يعتبر ان الاحزاب المسيحية الثلاثة لم تتناقش مع قوى التغيير ولم تستشرها في ترشيح ازعور او غيره.
اما الضربة الثانية فكانت الخلاف داخل تكتل لبنان القوي ورفض عدد كبير من النواب العونيين السير بأزعور، مرشح رئيس التكتل جبران باسيل ما جعل الاخير لا يمكك القدرة على اقناع جميع نوابه بالتصويت لازعور، ما يحجّم كتلته الى حدها الادنى، ويفقدها اهميتها في المعادلة.
تحتاج المعارضة الى تكتل لبنان القوي ليكون بديلا عن كتلة اللقاء الديمقراطي، ولاضافة نواب جددا يمكنون ازعور من التفوق، اما في حال كان دور باسيل التعويض عن غياب كتلة جنبلاط، فعندها لن يكون هناك من داع للتحالف معه، لان احدا من المعارضين لا يريد تكرار تجربة ترشيح معوض، من حيث عدد الاصوات والقدرة على الاستقطاب.
قد تحتاج المعارضة الى مزيد من الوقت لتحشيد الدعم النيابي لازعور او غيره او للاتفاق مع باسيل على اسم جديد يستطيع من خلاله الرجل اقناع كامل كتلته بالتصويت له. اما الفشل في تحقيق ذلك فسيكون مدخلا جديدا لتحقيق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تقدما رئاسياً ونيابيا.