أخفقت الإدارة الفرنسية مراراً في تعاطيها في الملف اللبناني، بدءاً من زيارة رئيسها إيمانويل ماكرون الى لبنان غداة انفجار مرفأ بيروت، وصولاً الى الدخول في مساومات ومحاولة "فرض" رئيس لجمهورية لبنان، مع ما رافقها من انتكاسات الفريق اللصيق بماكرون وطريقة تعاطيه مع الملف اللبناني... وفشله في إقناع الفريق المسيحي بالسير بمعادلة سليمان فرنجية رئيساً.
قريباً يصل وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان الى لبنان بعدما عيّنه الرئيس الفرنسي موفداً خاصاً له لمتابعة الملف اللبناني. لكن ماذا تعني خطوة تعيين لودريان تلك؟
يقول مصدر دريبلوماسي إن "فرنسا منيت بخسارة جديدة بعد 3 سنين على محاولة حصر الملف اللبناني بيدها، إذ ان الحلّ الذي كانت تريد اجتراحه لم يفلح".
ويضيف ان عودة لودريان الى لبنان بصفته ممثلاً شخصياً لماكرون تؤكد الآتي:
1- غياب دور وزارة الخارجية الفرنسية عن هذا الملف وهو ما كان واضحاً منذ مدة.
2- إصرار ماكرون على الإمساك شخصياً بملف لبنان.
3- تراجع دور المستشار الرئاسي باتريك دوريل في الموضوع اللبناني.
كما ان عودة لودريان تؤشر الى عودة الموقف المتصلب الفرنسي تجاه النظام السوري الى الواجهة، وهو الذي شغل منصب وزير الدفاع ووزير الخارجية بين عامي 2012 و2022، والمعروف عنه أنه من غير المشجعين بتاتاً لعودة العلاقات مع النظام السوري، علماً ان مدير مكتبه السابق في الخارجية والسفير السابق في لبنان ايمانويل بون لا يزال يمارس مهامه مستشاراً ديبلوماسياً للرئيس الفرنسي، ومعروفة مواقف بون المسبقة في ما يخص الملفين اللبناني والسوري.
فهل ينجح لودريان صاحب الخبرة الطويلة والذي شهد على الانتكاسات الفرنسية السابقة بصفته موفداً رئاسياً حيث فشل بصفتيه الوزارية؟ أم ان السلطات الفرنسية تسعى الى ملء الوقت في فترة الشغور الرئاسي الى حين ملء المنصب بوصاية غير فرنسية؟ فهل يحمل ابن الـ75 جديداً؟ يختم المصدر الديبلوماسي: "رب مخطىء يتعلم من أخطائه"...