مقدمة "تلفزيون لبنان"
سأرفع تقريرا الى رئيس الجمهورية عن زيارتي وسأعود من جديد الى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان وسوف أعمل لتسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصل الى حل يكون في الوقت نفسه توافقيا وفاعلا للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات لنهوض لبنان بشكل مستدام وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الاساسية للبنان. بأسطر سبعة وزعتها السفارة الفرنسية في بيروت أوجز الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أجواء زيارته الإصغائية للبنان في الأيام الثلاثة الماضية مشددا على عبارتي توافق وحوار ومؤكدا في بيانه الصحافي زيارته الثانية قريبا ما يعني أن خلو كرسي قصر بعبدا من رئيس للجمهورية سيدخل عتبة الشهر التاسع ولن تكون دعوة للجلسة ذات الرقم 13 لانتخاب الرئيس أقله في الأسابيع الثلاثة المقبلة.
الجولة الإستطلاعية من مهمة لودريان في لبنان انتهت والمشوار طويل وأي مخرج يجب أن يقوم على حوار بين اللبنانيين إنها تعابير وردت في أكثر من لقاءمن اللقاءات التي أجراها الموفد الفرنسي مع الأفرقاء اللبنانيين كما مع البطريرك الراعي.. وقد تقاطعت مجريات لقاءاته/ في عدد من جوانبها عند التأكيد أنه لم يحمل مبادرة جديدة ولا خيارات ولا أسماء لكن كل الأسماء بمن فيهم رئيس المردة موجودة في التداول. وعندما سأل لودريان الرئيس بري: ماهي أسباب التمسك بالمرشح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية أجابه رئيس المجلس: إن أهمها أنه صادق وصريح ويلتزم كلامه.. وعندما قارب الحديث مبدأ الخيار الثالث أبلغ الرئيس بري لودريان: إن الحوار يحدد الأسماء. في أي حال الموفد الرئاسي الفرنسي يبلور تقريرا مركزا يرفعه الى الرئيس إيمانويل ماكرون كما قد يزور الرياض الأسبوع المقبل للقاء الدبلوماسي السعودي الكبير نزار العلولا في شأن لبنان وسيحري اتصالات مع ممثلي باقي دول اللقاء الخماسي الباريسي.. الأوساط المطلعة توقعت عودة لودريان الى لبنان في النصف الاول من تموز.
لودريان كان قد اختتم زيارته لبنان، بلقائه اليوم وبرفقة السفيرة آن غريو وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في الوزارة، حيث وضعه في أجواء لقاءاته مع الأفرقاءاللبنانيينعلى أن يعاود إتصالاته قريبا. في هذا الوقت، مصادر مؤيدة لوصول المرشح فرنجية، قالت لـ"الشرق الأوسط"، إن الفرنسيين لم يعلنوا رسميا دعم فرنجية، وعدوها أفكارا للنقاش وأن مؤيدي فرنجية "متمسكون بدعم ترشيحه وليست هناك (خطة باء) لديهم، ويعتبرون أن الأصوات الـ51 التي جمعها في الدورة الأولى في الانتخابات هي البداية القابلة للزيادة بينما أصوات منافسه جهاد أزعور الـ59 هي الذروة»، علما بأن الفرنسيين يعتبرون أن الجلسة الأخيرة أثبتت توازنا في موازين القوى في البرلمان لا يؤدي لإنهاء الشغور.
في المقابل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يرى أن انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يكون نتاج حوار لبناني في لبنان داعيا الى الحوار مع المكونات حول اسم الرئيس والخطوط العريضة لبرنامج تنفذه الحكومة الجديدة بدعم خارجي لكن نجاحه مرهون بدعم داخلي واسع عى حد ما سرب من لقاء باسيل لودريان.
أما مواقف الأفرقاء الآخرين خلال لقاءاتهم الموفد الفرنسي فقد بدت تقريبا مشابهة لتلك التي أطلقت بعد جلسة 14 حزيرانفي ساحة النجمة حيث تنافس فرنجية وجهاد ازعور كما وردت ست اوراق باسم زياد بارود وثماني لشعار لبنان الجديد وورقة باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون..
إقليميا تطورات لافتة على المستوى الاوكراني بشبه تمرد من قائد فاغنر.
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
انه اكبر تحد يواجهه الرئيس الروسي منذ تسلمه السلطة ، وانها اقوى ضربة توجه لروسيا منذ بدء حربها على اوكرانيا. هكذا يمكن اختصار الصراع الذي اندلع بين الجيش الروسي الرسمي ، وبين قوات فاغنر بقيادة يفغيني prigozhinبريغوجين. فالاخير كشف اليوم عن حقيقة نياته وعن المخططات التي يعدها للجيش الروسي ، اذ سيطر على كل المواقع العسكرية في مدنية روستوف التي تشكل مركزا اساسيا للهجوم الروسي على اوكرانيا . ولم يكتف بريغوجين بهذا ، بل اعلن ان قواته ستتقدم نحو موسكو اذا لم يتم تسليمه وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان اللذين يتهمهما باستهداف قواته عمدا خلال الحرب على اوكرانيا . رد فلاديمير بوتين لم يتأخر ، فاتهم قائد فاغنر بخيانة روسيا وطعنها في الظهر، مؤكدا ان الرد سيكون قاسيا وصارما. فكيف سيرد بوتين ، وباي طريقة؟ وما وضع الجيش الروسي بعد انتقال المعركة من اوكرانيا الى قلب الاراضي الروسية ؟ هل سيبقى موحدا في مواجهة فاغنر ام سيتعرض هو الاخر لانشقاقات ما يعرض سلطة بوتين للخطر؟ ثم: اين ستنتهي المعارك التي بدأت اليوم ، وهل ستكون لها ارتدادات على المجتمع بحيث تعرض وحدتـه للخطر، ما قد يؤدي الى حرب اهلية ربما ؟ والاهم : هل فاغنر يتحرك وحيدا ، ام انه يتحرك بامر عمليات استخباراتي خفي؟ كلها اسئلة دقيقة وخطرة ، عن بلد دخـل حربا عرف كيف تبدأ ، لكن لا يعرف احد كيف تنتهي . والمهم ان ما حصل اليوم يؤكد امرين . الاول: ان الميلشيات والقوى غير النظامية لا بد ان تنقلب على القوى النظامية والشرعية ، وبالتالي فان كل الدول لا تحتمل وجود قوتين عسكريتين ، والامر الثاني ان روسيا لا تحتمل وجود قيصرين!
في لبنان، الموفد الرئاسي الفرنسي غادر بيروت بعد ثلاثة ايام طويلة امضاها، اجرى خلالها محادثات، واستمع الى اراء معظم الاطراف اللبنانية. اربع نقاط يمكن ان تختصر مهمة جان ايف لودريان . الاولى ان وزير الخارجية السابق اسقط المبادرة الفرنسية السابقة، فهو تحدث كأنه يبدأ من الصفر، اي من دون الارتكاز على الموقف الفرنسي السابق المتمثل بدعم ترشيح سليمان فرنجية . النقطة الثانية ايحاء لودريان ان الحل في لبنان لم يعد محليا ، وان الحاجة اصبحت ماسة الى توافق اقليمي- دولي لاخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة. وكدليل على الامر فان لودريان استكمل لقاءاته اللبنانية بلقاءات مع سفراء مجموعة الدول الخمس في لبنان. والتنسيق الفرنسي مع الدول المعنية بالشأن اللبناني سيستمر باعتبار ان الرئاسة اللبنانية صارت على تقاطع اقليمي ودولي. النقطة الثالثة ان لودريان، ووفق ما قاله في بيانه المكتوب قبل ان يغادر لبنان، اكد انه سيعمل من اجل التوصل الى حل يكون توافقيا وفعالا. ما يعني انه سيحاول التوصل الى اسم يتوافق عليه معظم اللبنانيين و يكون قادراعلى تحقيق الاصلاحات الضرورية في لبنان . اما النقطة الرابعة والاخيرة فهي ان تحركات لودريان ستتسارع ، لان الوضع دقيق والوقت لا يعمل لمصلحة لبنان، كما قال في بيانه . هكذا فان الموفد الرئاسي سيعود في القريب العاجل بعد ان يستكمل اتصالاته مع الدول المعنية. فهل تكون الزيارة الثانية للودريان ثابتة، اي انه سياتي بحل وسيقترح اسما معينا باسم الدول الخمس، ولا يكتفي بالاستطلاع والاستماع؟