المساعي الرئاسية في "الأنتظار" والمؤتمر الوطني غير مطروح

اما وقد انتهت عطلة الأضحى المبارك ، فإن الأنظار تتركز على أي تطور جديد على الجبهة الرئاسية التي عادت إلى مربع المراوحة في ظل انسداد افق الحل وعجز المبادرات المحلية عن إتمام الأستحقاق الرئاسي.

لم يكشف الأفرقاء السياسيون عن خيارات جديدة أو عن أي أفكار تتعلق بالانتقال إلى هذه المرحلة على صعيد الأسماء المرشحة أو على صعيد البرنامج المطلوب من الرئيس العتيد. اما في الكواليس فإن أسئلة تطرح عن إمكانية نجاح المسعى الذي سيعمل عليه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والذي لا يزال مجهولا، إلا إذا كان التوجه يقضي برعاية فرنسا لحوار محدد الأهداف، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إمكانية التجاوب معه أو لا .

وكما بات واضحا فإن لا جلسات انتخاب قريبة ولا طروحات داخلية يتم ابتكارها لإنهاء الشغور، في حين أن الشخصيات المرشحة للرئاسة التي التقاها لودريان على استعداد لأي تواصل جديد يطلب منها.
واذا كان البعض يعتقد أن الحل لأزمة الرئاسة ينبع من الداخل فإن المؤشرات لذلك ليست حاضرة على الإطلاق ومفتاح أية مبادرة جديدة لا يملكها أي فريق . هل بات المطلوب فتح النقاش حول مؤتمر وطني كبير لا يشبه طاولة الحوار ؟

تفيد مصادر سياسية مطلعة "لبنان ٢٤" أن هذا النقاش بعبد في الوقت الراهن ولا يزال المجال مفتوحا لغربلة مقترحات تساهم في تحريك الملف الرئاسي أو تضع له اسسا قبل التوجه إلى جلسة انتخاب حاسمة عنوانها"إتمام الأستحقاق"، وليس مستبعدا هنا أن يحمل الموفد الفرنسي معه جملة طروحات يتم التداول بها. والى حين حلول موعد زيارته قد تكون الساحة المحلية مفتوحة اما على سلسلة تصريحات تندرج في سياق المواجهة بين "فريق الممانعة" المتمسك برئيس "يشكل ضمانة"، وبين "فريق المعارضة" الداعم "لرئيس إنقاذي بعيد كل البعد عن هيمنة الممانعة" أو على حركة رئاسية خجولة وبعض المواقف المعبرة عن تعثر اجراء الانتخابات.

وبالنسبة إلى القوى السياسية على اختلافها ، فلا تزال فكرة المؤتمر غير مستحبة ، طالما أن النقاط المتصلة بأي مؤتمر غير واضحة ، فهل من ميثاق جديد يشكل عنوان البحث او قضايا جوهرية تتصل بالنظام. وتعتبر أن كل ذلك يندرج في سياق الفرضيات، على اعتبار أن لطرح كهذا مقومات معينة تتطلب توافقا واسعا ، وهو بالنسبة إلى البعض سابق لأوانه ،مؤكدة أن ما من احد قادر على فرض شروطه أو جدول أعماله وبالتالي المشروع قد يولد ميتا .

وتفيد الاوساط" أنه حتى الفرنسيين انفسهم الذين بادروا إلى أخذ الملف الرئاسي على عاتقهم غير قادرين على استنباط المخارج للازمة الرئاسية ما لم يكن هناك من ضوء اخضر يحمل صفة الإجماع في الداخل ولذلك فأي مبادرة أو مسعى يجب أن يأخذ في الاعتبار اختلاف التوازنات وما يطالب به البعض بشأن الضمانات ، معربة عن اعتقادها بأن الدوائر الفرنسية لن تعمد الى الكشف عن تفاصيل أي طرح لاسيما أن لودريان قد يعرضه وقد لا يعرضه في زيارته المقبلة وذلك تبعا لتطورات محددة.
واشارت إلى أن الملف الرئاسي لن يقطع الأشواط المتقدمة في الوقت الراهن وسيظل يتعرض للتخبط وهذا ما قد يعكسه الترصد اليومي حتى وإن ظهرت بوادر انفراج نوعا ما .

لن يشهد الملف الرئاسي أي تسهيل او سلاسة في التعاطي وهناك توقعات بان تخف المواجهة حياله لتعود وتحتدم ،على ان الأيام المقبلة من شأنها أن تحدد مسار هذا الملف.