ولجبيل ايضا مهرجاناتها.. مدينة التاريخ تحتضن الشرق والغرب بـ5 ليالي حالمة

في صيف 2019، أُقفلت مهرجانات بيبلوس الدولية على اخر حفلة لها، بعدما فرضت الظروف السياسية والامنية والصحية حواجز حالت دون الاستمرار. وعلى الرغم من حفلات جبيل التي كانت تُعتبر صغيرة بالنسبة الى المهرجانات الكبيرة الموسمية في لبنان، الا انّ تميزها بعبق التاريخ والروحية "الجبيلية" جعلت لها مكانة مميزة، واليوم بعد 3 سنوات من الانقطاع، تعود جبيل بمهرجانات صاخبة بـ5 ليالي تبدأ من 5 آب وتستمر حتى 19 منه.

صيف جبيل سيكون هذا العام فاذا استثنائيا، حيث ستحتضن مدينة التاريخ، الشرق والغرب بتوليفة موسيقية محلية واجنبية، لتؤكد مرة جديدة انها ستبقى على الخارطة السياحية، وفي سلم اولويات الانتاج الفني والعروض الموسيقية، والشق الترفيهي الذي يحتاجه اللبناني اليوم ليتمكن من الاستمرار في ظل ظروف ضاغطة، بمحاولة لايجاد متنفس يشبه رغبة اللبناني بالبقاء حيا مهما كانت الأوضاع.

ميناء جبيل
وعلى مسرح تتسع مدرجاته لحوالى 3 الاف متفرج، ستفتتح المهرجانات في ميناء مدينة جبيل الاثرية في 5 اب، بحفلة للفنانة هبة طوجي، بإشراف المؤلف والمنتج الموسيقي اسامة الرحباني، الذي اعتبر انّ اهمية المهرجانات اليوم تكمن بما أنتجت وماذا بقي وسيبقى منها للتاريخ.

ومن عذوبة صوت هبة والتوليفية الموسيقية مع الرحباني، الى ابداع موسيقي مع عازف البيانو والموسيقي غي مانوكيان الذي ستكون له حفلة خاصة، وكذلك سيتضمن البرنامج حفلة لعازف البيانو فادي أبي سعد المعروف بـ"ألف" الذي سيقدم الموسيقى الخاصة به والتي تجمع بين النغمات والالحان الشرقية بالجاز والفلامنكو، إضافة إلى كورس عشتار وجوقة فيلوكاليا في حفلة تجمع الموشحات والاغاني اللبنانية.

لقاء بين الشرق والغرب
أمّا الختام في 19 اب، فمع حفلة لأحد اشهر مغنيي الراب الاميركي الذي حققت اغنياته "تايست" و"أي مكارينا" نجاحا ساحقا وحطم الارقام القياسية، حيث ستكون جبيل على موعد مع حفل المغني الاميركي تايغا، والذي وصفه رافييل صفير، رئيس مهرجانات بيبلوس الدولية، بأنّه "لقاء بين الشرق والغرب من خلال تفاعل الأذواق والفنون والابداع".

وفي حديث خاص مع "لبنان 24" يؤكد صفير اهمية عودة مهرجانات بيبلوس الدولية، ويقول: "عدنا اليوم الى النشاط الذي اعتدنا عليه، نشاط فني ثقافي اقتصادي تحتاجه المدينة. ومن ثوابت المهرجان التي حافظنا عليها هو التعاون المستمر مع فنانين من منطقة جبيل والجوار، هؤلاء الذين بدأوا مسيرتهم الفنية من جبيل واصبحوا اليوم مشاهيير عالميين".

ويتابع صفير: "طبعا للمهرجان قيمة كبيرة من حيث الدور الثقافي الذي تلعبه المدينة وناسها، فيؤكد المهرجان مرة جديدة على الدور التثقيفي الفني الاجتماعي. كما يؤمن فرصة للجمهور للقاء بفنانين مميزين وموسيقيين من لبنان والعالم".

يُضاف الى ذلك الحركة الاقتصادية التي يؤمنها المهرجان، وبحسب صفير: "نسعى لتطوير المهرجان دوما من أجل الفائدة الاقتصادية والريع الذي يؤمنه المهرجان على مستوى المنطقة، وخلق فرص عمل بشتى المجالات".

وزارة السياحة
وكانت لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية أعلنت برنامجها الفني لهذا العام خلال مؤتمر صحافي عقد في فندق "بيبلوس سور مير"برعاية وزير السياحة وليد نصار، الذي قال إنّه "مؤشر جيد جدا حيث اننا رغم كل الظروف التي نمر بها، اللبناني مازال يحب وطنه فهناك 77 بالمئة من الذين يزورون لبنان هم لبنانيون،وهذا يؤكد ان المنتشرين اللبنانيين يحبون وطنهم والاستثمار والسياحة فيه ".

واشار نصار الى انّ اعداد النشاطات السياحية المسجلة في وزارة السياحة لغاية اليوم بلغت حوالى 120 نشاطا، وهذا رقم كبير. وقال: "هذا بالاضافة الى العديد من النشاطات لا تدخل ضمن رعاية الوزارة لها وهذا مؤشر ايجابي، لذا نأمل ان يكون فصل الصيف هذا العام زاهرا وواعدا يستطيع من خلاله لبنان استعادة نشاطه، وان يكون فصل الصيف ذخيرة لفصل الشتاء كما حصل العام الماضي”.

ولأهل جبيل توجه بالقول: "عندما نعمل كجبيليين يدا واحدة لمصلحة هذه المدينة عندها يعم الازدهار فيها، وما نحتاج اليه هي المحبة والصراحة والشجاعة في القول اين هو الخطأ اذا ما حصل مما يساعد على تحريك العجلة الاقتصادية في المدينة فينعم جميع المستثمرين بصيف جيد".