يصر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على التأكيد أن علاقته مع "حزب الله" ليست مقطوعة وأن التواصل يحصل بشكل أو بآخر بالرغم من كل الخلافات الظاهرة للعلن، لكن باسيل يتناسى حجم الشقاق الذي حصل في تفاهمه مع حارة حريك الأمر الذي جعله خصما جديا في الإستحقاقات الأساسية.
لكن باسيل يريد إيصال رسالتين من خلال تخفيفه العلني لحجم الخلاف، الأولى لـ"حزب الله" للقول له أنه لا يزال جاهزاً لفتح صفحة جديدة والثانية لقوى المعارضة للإيحاء بأنه لا يزال قادراً على المناورة ولديه خيارات اخرى مع حليفه السابق يمكن العودة اليها في أي وقت، وتاليا لا يمكن لحلفائه الجدد رفع مستوى شروطهم عليه.
لكن الواقع هو أن علاقة باسيل تحديدا متدهورة بشكل كبير بحارة حريك. نظرة الحزب إليه تبدلت بشكل جذري بعد كل الحراك الذي قام به منذ لقائه الأخير بالأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وهذا يعني أن التفاهم معه، رئاسياً بشكل أساسي، بات أمراً مستبعداً، إلا في حال قدم تنازلات لا يبدو أنه في وارد تقديمها.
وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل يعلم أجواء "حزب الله" وحجم إنزعاجهم منه، لذلك، وبالرغم من تقديمه الكثير من الضمانات الشفهية بإيقاف الحملة من قبل جيشه الإلكتروني ضد الحزب وأمينه العام، الا ان الهجوم مستمر من أشخاص على تواصل دوري مع رئيس "التيار"، ما يعني انه موافق على ما يحصل.
وترى المصادر أن باسيل بات اليوم يبحث بشكل جدي عن بديل لتحالفه مع حارة حريك، وبعد أن كان تمايزه عن الحزب مجرد مناورة أو استدراج عروض لتحسين شروطه التفاوضية معه، بات اليوم متنصلاً بشكل كامل من تحالفه السابق ويبحث عن إمكانية ايجاد تحالف آخر يعوض له الرافعة السياسية التي خسرها.
وتقول المصادر ان باسيل مدعوم بالكامل من الرئيس السابق ميشال عون، ويسعى الى تأمين واقع سياسي جديد له لا يكون فيه تابع لقوى المعارضة بل حالة سياسية مقررة، واذا كان حزب الله قائدا لفريقه السياسي فإن باسيل يريد ان يكون نداً للحزب اذا اراد مواجهته، اي أن يكون قائدا للمعارضة.
قد لا يذهب باسيل بعيدا في خطابه السياسي ضد الحزب في المرحلة الحالية بمعنى انه لن يبدأ حربا إعلامية ضد سلاح الحزب ومشروعه السياسي العام، لكنه قد يقطع الطريق نهائيا على اي تفاهم معه رئاسيا بشرط ان يكون قد حصل على ما يريد من مكتسبات من خصوم الحزب التقليديين..