كتب محمد علوش في" الديار":
بحسب مصادر سياسية لبنانية، فإنّ التحذير السعودي يُمكن ان يُقرأ في أكثر من اتجاه، أبرزها قد يكون الاحداث الامنية في مخيم عين الحلوة والذي يُخشى أن تتكرر بظل عدم التوصل الى حلول جذرية للأسباب التي أدت لاشتعال المخيم، مشيرة الى أن هذا السبب قد يكون الرئيسي لكنه بالتأكيد ليس الوحيد، لأن التحذير صدر بعد توقف المعارك، فلماذا لم يصدر خلالها مثلاً؟
ترى المصادر أن المملكة العربية السعودية التي تعلم بالتأكيد بقرارها السابق منع السفر الى لبنان، وتُدرك بأن السياحة السعودية الى لبنان شبه نادرة، كما لا وجود لسعوديين في لبنان سوى بأعداد قليلة جداً، قد يكون مبنياً على "المتوقع" مستقبلاً، وهو ما قد يكون مؤشراً الى صيف لاهب بانتظار لبنان، فلا الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة هادئة، ولا المخيمات أيضاً، كاشفة أن وضع المخيمات متوتر، وقد حصلت تحذيرات أميركية منتصف شهر تموز الماضي للأميركيين من الاقتراب من مخيمات اللاجئين بسبب ما أسمته السفارة "بالإشتباكات المسلحة المحتملة".
وبالنسبة الى المصادر، فقد تكون الأسباب الأمنية مستبعدة بعض الشيء في هذه المرحلة، مشيرة الى أن البيان التحذيري السعودي قد يحمل أهدافاً أبعد من الحدود اللبنانية، وهو لا يتعلق حتى بالملف الرئاسي، حيث كانت هناك وجهة نظر تقول بأن المملكة قررت رفع منسوب الضغط السياسي لأجل انتخاب رئيس، مشيرة الى أنه يجب قراءة البيان انطلاقاً من تطورات المنطقة التي تشهد توترات سياسية وأمنية على أكثر من صعيد تحديداً في سوريا.
يبدو أن الإتفاق السعودي الإيراني يُعاني من عراقيل تجعل المرحلة المقبلة أشد سخونة من تلك التي سبقت، ولبنان الذي لم يستفد بعد بشكل كبير من هذا الإتفاق قد يكون جزءاً من التسخين، فهل تحصل تطورات مفاجئة؟