مع دخول احداث مخيم عين الحلوة في صلب المتابعة وتوجيه الأهتمام الرسمي نحو معالجة الأستحقاقات، تضاءل الحديث عن ملف الاستحقاق الرئاسي، فيما ينتظر أن تتم بلورة الردود النهائية من طرح الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ومعرفة مصير التقاطعات الأنتخابية والحوارات التي انطلقت بين عدد من الأفرقاء.
وفي هذا المجال، لم ترتسم صورة واضحة عن إمكان احرازها أي تقدم في سياق إنجاز الأستحقاق الرئاسي،مع العلم أن العناوين التي طرحت لم تشق طريقها لأي نقاش فضفاض . وهنا يمكن السؤال عن جدوى الحوار الجديد بين حزب الله و"التيار الوطني الحر" كما يمكن السؤال عن موعد خروج "التيار" من التقاطع مع المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي. ليس هناك من أي معطى جديد سوى أن ما من إشارة جدية صدرت بشأن تعليق المفاوضات بين الحزب و"التيار" أو واحدة أخرى تفيد بتخليه عن التقاطع مع المعارضة. وهنا يحكى أن النائب جبران باسيل يلعب على "الحبلين" كما يقال في بالعامية .
مَن يستفسر عن التطورات التي تسجل على صعيد لقاءات الحزب و"التيار" لا يخرج بأي انطباع عن حتمية أي توافق بين الطرفين بأستثناء المحافظة على ما بقايا العلاقة، أما طرح باسيل بشأن اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة فلن يسير به "الثنائي الشيعي". فهل يعود إلى تعزيز تقاطعه مع المعارضة، أم أنه بصدد تقديم طروحات اخرى بهدف استبعاد وصول مرشحين يعارضهم إلى الرئاسة؟
تقول اوساط سياسية مطلعة ل"لبنان ٢٤ " أن ما بين"التيار الوطني الحر" والمعارضة لا يمكن تشبيهه بما يدور بين "التيار" والحزب وإن هذا التقاطع الذي قام بشأن دعم الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة لا يزال على حاله ما لم يبرز العكس ، لكنه تقاطع إني وليس هناك من مباحثات جديدة قيد التحضير ، حتى أن موضوع اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة لم يتطور النقاش فيه بالشكل المطلوب وفي الأساس لم يشكل مادة على أجندة البحث بين الفريقين مع العلم أن لبعض افرقاء المعارضة ملاحظات بشأن جوهر الطرح حتى وإن كان من مؤيدي السير باللامركزية.
وترى هذه الأوساط أن المعارضة وبعد تقديمها الجواب حول حوار لودريان تباشر سلسلة لقاءات تتصل بأمكانية الدفع في الملف الرئاسي انطلاقا من ثابتة العمل على جلسات الأنتخاب المفتوحة في حين يبقى خيار ترشيح ازعور متقدما لافتة إلى أنه في الوقت نفسه تشمل الاتصالات "التيار" الذي لم يقرر بعد خطوته المقبلة وينتظر نتائج طرحه وحواره الجديد مع الحزب على الرغم من أن كثيرين بدأوا بنعي الحوار الجديد.
وتعرب عن اعتقادها ان "التيار" سيسعى للتملص في وقت ما من أي تحالف أو تقاطع وفقا لمصالحه.
وتعتبر الاوساط"أن "التيار" والمعارضة ليسا في تحالف كي يعودا عنه كما أن هناك شبه تفاهم على ان هذا التقاطع بينهما قد لا يتواصل وبالتالي قد لا يمهد للاتفاق المنشود رئاسيا إنما الأمور مرتبطة بخواتيمها ،وحتى الان لا يرغب "التيار" في فك التقاطع كما يروج المقربون منه، مشيرة إلى أن مشهد الملف الرئاسي في اب ليس ساخنا وربما لن يتسم بذلك قريبا في انتظار أيلول واطلالته.
من المؤكد أن فترة الأنتظار لاي انفراجة رئاسية ستطول والى حين حصول العكس ، قد نكون أمام تطورات في العلاقات السياسية تقدما أو تراجعا وفقا للحسابات.