وقعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للتربية في وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، في ثكنة "الرائد الشهيد وسام عيد – عرمون"، بروتوكول تعاون حول التوعية الأمنية والاجتماعية بين تلامذة المدارس والثانويات في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وذلك في إطار مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية الممول من الاتحاد الأوروبي.
شارك في الاحتفال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، بحضور مسؤول قطاع الحوكمة والأمن في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان أوليفيه بودار، منسقة مشروع "تعزيز الشرطة المجتمعية في الاتحاد الأوروبي" كونسوييلو نافارو، وعدد من أعضاء المشروع، مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية الدكتورة هيلدا خوري، مدير التعليم الثانوي في الوزارة الدكتور خالد فايد، ومدير التعليم الابتدائي في الوزارة جورج داوود، قائد الدرك الإقليمي العميد مروان سليلاتي، قائد معهد قوى الأمن الداخلي وكالة العميد بلال الحجار، قائد الشرطة القضائية وكالة العميد زياد قايدبيه، قائد شرطة بيروت وكالة العميد أحمد عبلا، وعدد من الضباط المعنيين.
مسلم
بعد النشيدين اللبناني والأوروبي، ألقى عريف الاحتفال رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العميد جوزاف مسلم كلمة ترحيبية.
الحجار
وألقى قائد معهد قوى الأمن العميد الإداري بلال الحجار كلمة قال فيها: "يسعدني أن أرحب بكم اليوم جميعا في رحاب معهد قوى الأمن الداخلي، هذا المعهد الذي له امتداد تاريخي عريق يوم شيد في عام ۱۹۱۹ في بعبدا، ثم ثكنة محمد ناصر والوروار، وصولا إلى النقلة النوعية في عام ۲۰۱٤ حين انتقل إلى عرمون بحلة جديدة لم تقتصر على استحداث أبنية حديثة وتجهيزات متطورة، إنما تعدت بناء الحجر لتؤسس استراتيجية تدريبية حديثة تواكب أحدث تقنيات التدريب الذي يوازن بين العلوم الأمنية والشرطة المجتمعية، حتى بات اليوم صرحا أكاديميا تعليميا رائدا في مجال العمل الشرطي".
وأشار إلى أن "هدف أنموذج الشرطة المجتمعية الذي بدأ تطويره في قوى الأمن الداخلي، وفقا للخطة الاستراتيجية، هو إدخال تغييرات جذرية في طبيعة العمل الشرطي في لبنان عبر تعزيز الثقة مع المواطن ليسير الإثنان معا، أي الشرطي والمواطن ليبنيا جسورا تصب في خدمة المجتمع وفق مبادئ توازن بين حقوق الإنسان والتدخل الشرطي".
وأكد أن "أي نجاح توعوي حقيقي لا يمكن، في حال من الأحوال، أن يقتصر على جهود أحادية، إنما يتطلب تحقيق تكامل وتعاون وتنسيق الجهود بين مؤسسات عدة، كالتي نشهدها اليوم بين المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة لوزارة التربية والتعليم العالي، عبر نشاطات توعوية للطلاب ينظمها مدربون من قوى الأمن الداخلي في عدد من المدارس اللبنانية تتناول مواضيع في غاية الأهمية، مثل السلامة المرورية لتجنب الخسائر البشرية، والأمن السيبراني، وبالأخص أثناء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح منتشرا بشكل كبير حتى في الفئات العمرية الصغيرة، إضافة الى التنبيه من مخاطر آفة المخدرات التي تفتك بأي مجتمع تنتشر فيه".
وقال: "اسمحوا لي بأن أعبر هنا عن سعادتي الكبيرة أن تكون أول زيارة للواء المدير العام الى معهد قوى الأمن الداخلي بعد استلامي قيادته، في هكذا مناسبة موجهة تحديدا الى جيل المستقبل بالتعاون مع قطاع التعليم الرسمي الذي نفتخر به وبصموده، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة".
وشكر "ممولي مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية في لبنان، لا سيما المعنيين في الاتحاد الأوروبي، وكل الذين مدوا يد العون والمساعدة لإنجاح هذا المشروع الذي يؤسس لأفق تعاوني مستقبلي"، آملا "في الأيام المقبلة مزيدا من التواصل المثمر والتعاون البناء."
الهاشم
وأعلنت جورجيا الهاشم من وزارة التربية "المدارس التي حددتها وزارة التربية وستتم فيها إقامة حلقات التوعية"، شاكرة ل"المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي جهودها في سبيل التدريب والتوعية"، وقالت: "هذا النشاط ليس الأول من نوعه، إنما هو مسيرة مستمرة من أجل تحقيق أفضل النتائج".
أضافت: "نحن ندرك تماما أهمية التدريب المستمر الذي تقوم به قوى الأمن على صعيد المدارس الخاصة والرسمية معا، وأثبت تأثيره على التلاميذ وحسن أدائهم على الصعيد العلمي، وذلك لأنهم شعروا بأنهم محميون، أينما تواجدوا".
وتابعت: "تم اختيار 7 مدارس لإجراء التدريب على مدى 9 أشهر من كل المناطق التربوية، 4 منها مدارس ابتدائية، والباقي مدارس ثانوية. وفي ختام هذا التدريب، سيتم تقييم ما آلت إليه الأمور، من أجل تعميم هذه التجربة على عدد أكبر من المدارس، لتشمل أيضا مدارس خاصة وليس رسمية فقط".
عرض محتوى جلسات التوعية
بعدها، قدم رئيس فرع التدريب في معهد قوى الأمن الرائد حمزة حيدر أحمد، رئيس فرع التدريب، النقيب الياس داغر أحد ضباط مكتب الجرائم السيبرانية، الملازم أول علي بيرم أحد ضباط فريق السلامة المرورية، عرضا حول محتوى جلسات التوعية: السلامة المرورية، والوقاية على وسائل التواصل الاجتماعي، والأمن السيبراني.
الأشقر
من جهته، شكر الأشقر ل"الاتحاد الأوروبي مبادراته المتعددة لتلامذة لبنان"، متمنيا "أن يتم تعميم هذه التجربة على صعيد الوطن أجمع"، وقال: "على ما يبدو أنه بعد نهاية جائحة كورونا، اندثرت القيم وتحطمت، وأثر ذلك بشكل واضح على الأخلاق والمجتمع برمته. من أجل ذلك، رحبنا بهذه الخطوة، بهدف إطلاق حملة توعية جديدة في مدارسنا".
أضاف: "نحن نعول على هذا البرنامج ونجاحات قوى الأمن الداخلي في التعاطي مع الشؤون الطالبية، لحاجاتنا الماسة إلى التوعية وللقول لتلامذتنا إن قوى الأمن الداخلي ليست خصما لكم، إنما هي سند لكم تلجأون لها متى أردتم".
وتمنى "أن نستطيع فتح أبوب هذا المعهد أمام الطلاب ليتعرفوا أكثر على قوى الأمن الداخلي ونشاطاتها على الصعد كافة".
عثمان
وكذلك، شكر عثمان ل"الاتحاد الأوروبي الذي يؤدي دورا أساسيا في تقديم الدعم والمساعدة لمكافحة الجريمة والمحافظة على الأمن بوجه العابثين بالاستقرار، وهو اليوم يقوم بالمساهمة في نشر الثقافة الأمنية لدى الأجيال الناشئة"، وقال: "من هذا المعهد، تبدأ مسيرة الضباط والعناصر، ومعها تبدأ مسيرة الوطن".
أضاف: "اختارت قوى الأمن الداخلي أن تشارك في هذا النشاط في الوقت الذي بتنا نشعر فيه بأن الثقافة الوطنية خفتت نوعا ما. الكل يعلم أن الانتماء يجب أن يكون فقط للوطن الذي نعيش في ربوعه، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف يجب العمل على تشجيع فكرة إعادة هيكلة وطنية بشكل مختلف، وليس المقصود هنا سوى تنشئة أجيال جديدة من خلال إعادة العمل بخدمة العلم - بطرق وأساليب مختلفة عن سابقاتها- الأمر الذي يقرب من الانضباط وحب الوطن والولاء المطلق له".
ودعا الجميع إلى "مشاركته الاهتمام في هذا الموضوع لما له من فائدة كبيرة، فهو يعيد هيكلة العقل، وينشئ عقلا جديدا أفضل بكثير مما هو موجود اليوم"، وقال: "لذلك، لا مفر من التعاون الجدي بين المديريتين، وأطلب من الضباط المكلفين بهذه المهمة بذل أقصى ما في وسعهم بهدف تنشئة أجيال جديدة على حب الوطن واحترام القوانين، ومعرفة حقوقهم وواجباتهم وتعميق إدراكهم في مجالي الثقافة والوعي الأمنيين".
أضاف: "خلال خدمتي الطويلة في قوى الأمن، لا سيما خلال فترة قيادتي لهذه المؤسسة المعطاء، دربنا ضباطا من مختلف الرتب، وخضعوا لأعلى معايير التدريب في أساليب التحقيق ونهلوا من أهم المراجع الأمنية وغيرها من الأمور التي تفيد المجتمع اللبناني. وكلي ثقة بأنه في المستقبل القريب، ستتمكن هذه الفئة من الضباط التي أصبحت مثقفة جدا، من إنقاذ البلد".
وتابع: "لا بد أن يستثمر هذا المشروع لإرشاد طلاب لبنان إلى كيفية مواجهة التحديات الثقافية والأمنية، وتوضيح الانعكاسات السلبية من جراء عدم التصدي لها والتغاضي عن معالجتها، فهم يعيشون في وسطها، إذ عند كل طالب أحد من ذويه أو أكثر، أو أحد أقاربه أو معارفه، ينتمي إلى مؤسسة قوى الأمن الداخلي. لذلك، لا بد أن تأتي هذه الخطوة ثمارها في إكسابهم قدرا كافيا من المعلومات والقيم والمهارات الأساسية التي تحصن تربيتهم الوطنية، انطلاقا من فكرة الانتماء الوطني، والحقوق والواجبات، ومبادئ حقوق الإنسان، وفق الأنظمة والقوانين التي نص عليها الدستور اللبناني".
وجدد شكره ل"الاتحاد الأوروبي دعمه قوى الأمن الداخلي المستمر في مجالات عدة، لا سيما مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية".
كذلك، شكر ل"المديرية العامة للتربية تعاونها وجهودها في نشر التوعية الأمنية لشبابنا جيل الغد، على أمل توسيع هذا التعاون على أكثر من نطاق".