تعتبر كرة القدم من أكثر الرياضات شعبية وانتشاراً في العالم. وعبر التاريخ وحتّى يومنا هذا، حصلت عدّة أحداث غريبة متعلّقة بهذه الرياضة، ولعلّ حكاية الحكم الدولي السابق حسن البحيري هي الأغرب حتّى الآن. فذلك الحكم السعودي، هجر الرياضة ورمى صافرة التحكيم، بعد أن قضى 30 عاماً في الوسط الرياضي لاعباً وحكماً، الا أنه في الختام اعتزل التحكيم واتجه لمهنة غسل الأموات!
الحدث الأخير الذي أجبره على الرحيل والاعتزال، كان بسبب إصابة مهاجم "الأهلي" السعودي المعتزل عبدالرحمن أبو سفين في لقاء فريقه و"النصر" بالرياض، بكسر مضاعف بعد تدخّل حارس "النصر" مضحي الدوسري، ليخفق الحكم البحيري في تقدير الموقف، ويأمر اللاعب بالنهوض واستمرار اللعب، وهذا الأمر أحزنه فيما بعد.
وعن قراره في تلك اللحظة، تحدّث البحيري بنفسه في مقطع فيديو بثّته قناة الإخبارية السعودية قائلاً: "كنت حكماً دولياً ولكنّي اعتزلت التحكيم بسبب خطأي في مباراة الأهلي والنصر، لم أحتسب خطأ للاعب الأهلي ضد حارس مرمى النصر ولم أطرد المعتدي، وبعدما شاهدت اللقطة في التلفاز آلمني ضميري كثيراً ولمت نفسي"، مضيفاً: "اللاعب تعرّض لكسر في القدم ووجدت أنني لم أنصفه وأخطأت، لذا قرّرت الاعتزال فوراً، لكن للأسف اتحاد الكرة لم يدعمني في قراري وتخلّى عني".
وتابع: "اتجهت بعدها للعمل في غسل الأموات ولم أحصل على أي أجر في مقابل ذلك، لا أمتلك أي ريال في جيبي ولا أعلم كم هو رصيدي. أسعد فترات حياتي هي تلك الاعوام الخمية والعشرين التي قضيتها في غسل الأموات، أحمد الله أنني ابتعدت عن مجال التحكيم واتجهت لغسل الأموات".
والبحيري لا يرى أي تعارض بين الرياضة والأعمال الخيرية والتطوعيّة، وقد أكدّ في لقاء صحفي سابق أنه سامح كل من أساء إليه أو شتمه خلال قيادته للمباريات، راجياً المغفرة للجميع.