ما زالت المعارك مستمرّة في كافة أنحاء مُخيم عين الحلوة بين حركة "فتح" من جهة وجماعتي "جند الشام" و "الشباب المسلم" من جهة أخرى، في وقتٍ تتواصلُ فيه المساعي لضبط الوضع المتفاقم بشكلٍ كبير.
مصادر ميدانيّة في عين الحلوة تقولُ لـ"لبنان24" إنَّ كافة المحاور داخل المخيم باتت تحت التوتر، مُحذرةً من إمتداد المعارك باتجاه مناطق أخرى، وأضافت: "الإشتباكات تنتقلُ من حيّ إلى آخر كما أنَّ مسلحي جند الشام والشباب المسلم يقتحمون المنازل ويستخدمونها كمقراتٍ عسكريّة لهم".
ووسط الإقتتال القائم، دخل وفدٌ من هيئة العمل الفلسطينيّ المُشترك إلى المخيم حيث عقد إجتماعاً داخل مقرّ لحركة "فتح" في حي البركسات. وبحسب معلومات "لبنان24"، فإنّ الإجتماع لم يدُم طويلاً وسط إطلاق عناصر من "جند الشام" و "الشباب المُسلم" قذائف الهاون باتجاه الحي المذكور، في خطوةٍ وصفتها مصادر "فتح" برسالةٍ واضحة من المسلحين وهي أنهُ لا هدنة داخل المُخيّم.
كذلك، أشارت المصادر إلى أنّ الهيئة أكدت خلال إجتماع المُقتضب على ضرورة وقفٍ سريع لإطلاق النار وإنهاء الإشتباكات المُسلحة، لافتة إلى أنّ الوفد خرج من المخيم ولم يقُم بأي جولة داخله بسبب الإشتباكات الضارية.
مع هذا، فقد أفيدَ بأنَّ السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وصل مع وفد من هيئة العمل الفلسطيني المشترك قبل قليل إلى مخيم عين الحلوة في مسعى جديد لتثبيت وقف دائم لإطلاق النار.
وعلى الصعيد الميداني، تقول المعطيات إنّ الإشتباكات التي امتدت إلى حي الرأس الأحمر للمرة الأولى منذ إندلاع التوتر في عين الحلوة قبل أكثر من شهر، تخللها عمليات إعدام طالت مدنيين قيل أنهم ينتمون إلى "فتح".
وفي ظلّ المعركة القائمة، انتشرت معلومات تُفيد بأنَّ جماعة "الشباب المسلم" تمكّنت من إعتقال العنصر في "فتح" محمود الحسنين، إلا أنّ الحركة نفت هذا الأمر في بيان، وأكّدت أنّ الحسنين بخير وهو يُمارس مهامه الميدانية بشكلٍ طبيعيّ.
أما في محور حطين، فقد كشفت المصادر أنّ قوات "فتح" حافظت على تقدّمها هناك وتمكنت من التصدي لمجموعة مسلحة حاولت التقدّم أكثر باتجاه تمركز قوات "الأمن الفلسطيني".
إنسانياً، تواصلت حركة نزوح سكان المخيم بإتجاه أطرافه وسط إجراءات مُشدّدة اتخذها الجيش عند المداخل. وفي سبيل تأمين النازحين، بادرت جمعيات معنية بشؤون الإغاثة إلى توفير باصات لنقل النازحين باتجاه أماكن مختلفة أبزرها الخيم التي استحدثها الصليب الأحمر في مُحيط ملعب صيدا البلدي عند مدخل المدينة الشّمالي.
في غضون ذلك، كشفت مصادر أمنيّة لقناة الـ"LBCI"، أنّ "مخابرات الجيش اللبناني حذّرت بعض المسؤولين المباشرين عن تجدّد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بأنّ إستمرار التوتر وانتهاك وقف إطلاق النّار ستستتبعه إجراءات وتدابير رادعة، وبالتّأكيد لن تُعجب هؤلاء".
"فتح": ملتزمون بوقف إطلاق النار
بدوره، أكّد قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في صيدا اللواء أبو إياد الشعلان لـ"لبنان24" أنَّ "حركة فتح مُلتزمة بوقف إطلاق النار الذي ثبّته إجتماع هيئة العمل الفلسطيني المُشترك اليوم"، مشيراً إلى أنَّ "الحركة تتصدّى لإعتداءات المجموعات المُسلّحة في أكثر من محور".
ولفت الشعلان إلى أنَّ "ما تقومُ به الجماعات المُسلحة يهدف إلى السيطرة على المُخيم وتغيير واقع الحال فيه"، وأضاف: "رغم ذلك، سنستمرُّ بالمواجهة ولن نسمح لهم بالتمدّد والإعتداء على أهلنا وأمن المُخيم خطّ أحمر".
وأوضح الشعلان أنّ المسلّحين التابعين لجند الشام والشباب المسلم فتحوا معركة جديدة في حي الرأس الأحمر، لكن ذلك لم يؤدّ إلى أي سيطرة ميدانية لهم"، وقال: "المسلحون الإرهابيون نفذوا أيضاً إعدامات بحقّ أحد المدنيين داخل منزله في منطقة الرأس الأحمر وهذه الجريمة بشعة بكلِّ المقاييس".