أعلن وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى مؤخرا ادراج قلعة شعبان في بلدة خربة سلم في الجنوب قريبا على لائحة المتاحف الرسمية اللبنانية.
كلام المرتضى جاء خلال جولة له في ارجاء القلعة برفقة صاحبها يوسف شعبان، حيث عبّر عن اعجابه بما شاهد، مؤكداً ان "وزارة الثقافة سوف تُدرجها قريبا على لائحة المتاحف الرسمية في لبنان".
إذا معلم جديد يمكن إضافته إلى خارطة السياحة في الجنوب بشكل خاص وفي لبنان بشكل عام من خلال زيارة قلعة شعبان، هذه أبرز المعلومات عنها.
تقع قلعة شعبان في خربة سلم قضاء بنت جبيل على تلة تشرف على الجنوب وصولاً حتى فلسطين المحتلة، وهي مؤلفة من 9 أبراج في إشارة إلى عدد أشقاء صاحبها يوسف شعبان "أبو موسى" وتمتد على مساحة 5 آلاف متر مربع. تتألف من 5 طوابق تبلغ مساحة كل منها 250 مترًا، تأخذ شكلًا دائريًا وتروي سيرة لبنان التاريخية والثقافية والحضارية والتراثية.
ينحدر "أبو موسى" من عائلة يسكنها الهاجس الفني، فوالده كان متخصصًا في أعمال النحت والرسم على الصخر والحفر فيه، وبصماته واضحة في العديد من المنازل الجنوبية، وشقيقه بهيج ياسين شعبان كان خطّاطًا مشهورًا ونقيبًا لخطّاطي الصحف في لبنان.
في هذه الأجواء ترعرع شعبان متأثرًا بمواهب والده وفنّ شقيقه، وبدا هذا التأثر واضحًا في أسلوب تشييدها، وهو وضع الحجر الأساس لبناء القلعة في عام 1990.
تعرّضت القلعة ولأكثر من مرة لسقوط قذائف المدفعية واستهداف الطيران الإسرائيلي صيف عام 1993، مما أدى إلى تضررها بشكل واضح.
تُحيط بالقلعة أشجار الأرز والسرو وعشرات الأنواع من الزهور، وهي تنتصب شاهقة في قببها المستديرة وأحجارها الفريدة وشرفاتها الرحبة.
المواد المستخدمة في بناء القلعة هي من حجارة المنطقة التي صقلها شعبان بيديه، وبيديه أيضًا صنع زخرفة زجاج النوافذ، والأبواب الخشبية والحديدية، ما يعني أنّ القلعة بكاملها بناها رجل واحد أراد ان يحوّلها إلى متحف يضم رموزًا للشخصيات الوطنية ولتاريخ المنطقة.
قبل مغادرة القلعة، يمكن التمتع بحدائق وساحات جميلة مع مطعم صغير يقدّم لزوّاره المأكولات التراثية وفندق صغير، وفي الباحة الخارجية تنتشر منحوتات ضخمة رسمها شعبان ونفّذها بيديه مثل الفيل والطيور والسلحفاة وغيرها.
وضعت قلعة شعبان بلدة خربة سلم على الخارطة السياحية فهي باتت مقصدا للعديد من السياح والمغتربين ومن المُقيمين.
هي قلعة فنية تُراثية يُشبهها البعض بقلعة "فالتا" الفرنسية، وإلى حد ما قلعة موسى في الشوف الا ان لهذه القلعة ميزتها الخاصة وهندستها وزخرفتها المميزة التي استغرق العمل فيها أكثر من 21 عاماً.