تخطط إدارة الغذاء والدواء الأميركية لاقتراح حظر على بعض منتجات تمليس الشعر، مثل المرخيات الكيميائية، التي ترتبط بمخاطر صحية، وذلك وفقًا لإدخال في جدول الأعمال الموحّد، والذي يتضمن الإجراءات التي تعتزم الوكالات الإدارية إصدارها.
وتخطط الوكالة لقاعدة مقترحة تحظر منتجات تمليس الشعر التي تحتوي على مركّب الفورمالديهايد، والمواد الكيميائية الأخرى التي تطلق الفورمالديهايد، مثل الميثيلين، أو الجليكول.
وقالت المتحدثة باسم إدارة الغذاء والدواء، كورتني رودس، الجمعة، إنّه إذا تم إصدار مثل هذه القاعدة المقترحة، سوف تتلقى إدارة الغذاء والدواء تعليقات عامة عليها، وبعد مراجعة تلك التعليقات، ستقرر الوكالة ما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات.
وأفادت إدارة الغذاء والدواء على موقعها الإلكتروني: "استناداً إلى التعليقات، قد نقرر إنهاء عملية وضع القواعد، أو إصدار قاعدة جديدة مقترحة، أو إصدار قاعدة نهائية. وفي حال قررنا إصدار قاعدة نهائية، فسننشر القاعدة النهائية في السجل الفيدرالي".
وحدد العلماء منذ فترة طويلة وجود علاقة بين استخدام المنتجات الكيميائية لفرد الشعر وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان المرتبطة بالهرمونات، بما في ذلك سرطان المبيض، وسرطان الثدي، وسرطان الرحم، خاصة بين النساء السود، واللاتينيات.
وتُشير الأبحاث إلى احتواء حوالي 50% من المنتجات المروجّة للنساء السود على هذه النوعية من المواد الكيميائية، مقارنة بحوالي 7% من المنتجات المروّجة للنساء البيض، وفقًا لكلية "تي إتش تشان" للصحة العامة في جامعة "هارفارد".
ومن المتوقع أن تقترح إدارة الغذاء والدواء الأميركية إضافة تحذير يُشير إلى أنّ هذه النوعية من المنتجات الكيميائية لتمليس الشعر "ترتبط أيضًا بآثار صحية ضارة قصيرة المدى، مثل ردود فعل الحساسية ومشاكل التنفس" وأنّ "هذه المواد تُستخدم في بعض المنتجات التجميلية التي تُستخدم على الشعر البشري كجزء من مجموعة من العلاجات الكيميائية والأدوات الحرارية المصممة لتنعيم أو تمليس الشعر".
وفي شهر آذار، كتب مشرعان، وهما النائبتين أيانا بريسلي وشونتيل براون، رسالة إلى مفوض إدارة الغذاء والدواء، الدكتور روبرت كاليف، حثّا فيها الوكالة على إجراء "تحقيق شامل وشفاف" لتحديد ما إذا كانت المنتجات الكيميائية لتمليس الشعر الموجودة في السوق تحتوي على مواد مسرطنة تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم.
وأشاد كلا من بريسلي وبراون بالإجراء الذي اتخذته إدارة الغذاء والدواء، ودعتا الوكالة إلى تنفيذ هذا الحظر.
وقالت بريسلي في بيان صحفي: "أنا أشيد بإدارة الغذاء والدواء لاستجابتها لدعواتنا وتطويرها لقاعدة من شأنها المساعدة في منع الشركات المصنعة من تحقيق الربح على حساب صحتنا".
ووجدت دراسة نُشِرت العام الماضي في مجلة المعهد الوطني للسرطان دليلاً على وجود علاقة بين استخدام منتجات تمليس الشعر وسرطان الرحم.
ومن بين نحو 34 ألف امرأة في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهن بين 35 و74 عامًا، وجدت الدراسة ارتفاعًا في معدل الإصابة بسرطان الرحم لدى النساء اللواتي أبلغن عن استخدام منتجات كيميائية لتمليس الشعر خلال الأشهر الـ 12 السابقة مقارنة باللواتي لم يفعلن ذلك.
ووجدت الدراسة أنه من بين النساء اللواتي يستخدمن المنتجات الكيميائية لتمليس الشعر بشكل متكرر، بلغ خطر الإصابة بسرطان الرحم عند سن 70 عامًا 4% تقريبًا.
بالنسبة للنساء اللواتي لم يستخدمن المنتجات الكيميائية لتمليس الشعر خلال الأشهر الـ12 السابقة، وجدت الدراسة أن خطر الإصابة بسرطان الرحم عند سن 70 بلغ حوالي 1.6%.
وزعمت إحدى النساء في ولاية ميسوري في دعوى قضائية ضد شركة "لوريال" وكيانات أخرى أن سرطان الرحم الذي تعاني منه كان سببه التعرض المنتظم والمطول للمواد الكيميائية الموجودة في منتجات تمليس الشعر التي تنتجها تلك الشركات.
وقالت "لوريال" في بيان بعد تقديم الطلب: "أولويتنا القصوى هي صحة وعافية وسلامة جميع عملائنا. نحن واثقون من سلامة منتجاتنا ونعتقد أن الدعوات القضائية الأخيرة المرفوعة ضدنا لا تتمتّع بأي أساس قانوني".
وتابع البيان: "تلتزم لوريال بأعلى معايير السلامة لجميع منتجاتها. وتخضع منتجاتنا لتقييم علمي صارم لسلامتها من قبل خبراء يضمنون أيضًا اتباعنا الصارم لجميع اللوائح في كل سوق نعمل فيه".