في الساعات الماضية رفع "حزب الله" سقف أعماله العسكرية، اذ باتت عمليات استهدافه للجيش الاسرائيلي متواصلة بشكل شبه دائم، وهذا ما يوحي بأن مرحلة جديدة من الاشتباك الحدودي قد بدأت بعد قيام تل ابيب بإستهداف الصحافيين في لبنان واستهداف المنارل والمواقع المدنية ، فجاءت بيانات "حزب الله"لتؤكد أن ما تقوم له هو للرد على هذه الاعتداءات، علماً أن حجم الرد كان كبيراً ولم يترافق مع ردود فعل اسرائيلية بحجمه.
ومن الواضح أن الردود التي يقسمها "حزب الله" بشكل كبير تؤكد أنها مرتبطة ايضا بتطور الأحداث في قطاع غزة، اذ ان تل ابيب ترفض بشكل واضح كل الوساطات التي تطالبها بوقف اطلاق النار او أقله فتح معابر انسانية للقطاع المحاصر وقد برز تعنت الاسرائيليين بعد فشل المفاوضات حول اخراج المواطنين الاجانب من قطاع غزة عبر معبر رفح، في اشارة الى ان الحكومة الاسرائيلية غير مهتمة بآراء أي من الدول المعنية.
وترى مصادر مطلعة ان تصعيد "حزب الله" في الواقع يسير بالتوازي مع حراك ديبلوماسي كبير تقوم به ايران ووزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان والذي ينقل خلاله الى الدول الحليفة للولايات المتحدة الاميركية موقفاً واضحاً بأن تعدد الجبهات سيكون أمراً واقعا خلال ايام أو ساعات اذا لم يتم وقف اطلاق على قطاع غزة او اقله تعزيز الحضور الانساني وفتح المعابر والذهاب نحو هدنة انسانية واخراج الجرحى من القطاع لمعالجتهم.
وبحسب المصادر فإن عملية التصعيد التدريجية انطلاقا من الاراضي اللبنانية ستستمر خلال الساعات المقبلة وسيشارك فيها اضافة الى "حزب الله" باقي الفصائل الفلسطينية للدلالة على جدية الموقف وامكانية الوصول معركة مفتوحة وشاملة، لذلك فإن البيانات الاخيرة للحزب لم تربط عملياته ضد مواقع الاحتلال قرب الحدود بأي اعتداء قامت به تل ابيب، بل كانت اعلاناً عن مهاجمة هذا الموقع او ذاك.
وتعتبر المصادر ان الساعات المقبلة ستكون حاسمة، فإما تتراجع تل ابيب عن تصعيدها الدموي في غزة، او الذهاب الى مستوى اخر من التصعيد من قبل حزب الله، اذ ان الحزب لم يبدأ قصف المستوطنات حتى اللحظة بل يترك هذه المهمة للفصائل الفلسطينية مع فارق الامكانات بين الطرفين،.لذلك فإن ادخال معادلة قصف المستوطنات الحدودية قد يكون العامل الذي يشعل الجبهة يشكل كبير ويفشل اي محاولة لضبط الاشتباك.
لكن، بالرغم من كل ما سبق، لا تزال تل ابيب تحاول عدم جعل الاشتباكات الحاصلة مع "حزب الله" سببا كافيا الانفجار الاوضاع العسكرية، لذلك تتعامل بحذر شديد حتى عندما يوجه اليها الحزب ضربات جدية تعمل على احتواء الامر والرد بالحد الأدنى الممكن، من هنا بات محسوما ان اسرائيل غير راغبة بفتح جبهة ضد الحزب، وان التصعيد سيكون مرتبطاً بشكل حتمي بتطور الامور في غزة والداخل الفلسطيني.