للمرة الاولى منذ 6 سنوات ستكون "مريم" محرومة من رؤية ابنها، الذي سافر إلى فرنسا كي يكمل اختصاصه الجامعي خلال عطلة رأس السنة بسبب المخاوف الأمنية التي ألغت آلاف الرحلات من الشرق الأوسط واليه ، وسط الحرب الإسرائيلية الفلسطينية التي تخطت آثارها الأراضي المحتلة.
تسرد مريم بحسرة رغبة اللقاء مع الأحباب، إلا أن حالها هو حال آلاف اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون عطلة الأعياد المجيدة، للمجيء الى لبنان، والالتقاء بأهاليهم، وأخذ قسط من الراحة.. إلا أن هذه السنة ليست كسابقاتها، إذ إن الجبهة الجنوبية للبنان ألغت المخططات السنوية المعتادة، ليفضّل هؤلاء ترحيل إجازاتهم إلى السنة المقبلة علّها تكون أفضل.
طلابٌ متخوفون
على خط الأزمة هذه، نال الطلاب النصيب الأكبر من هذه المخاوف، خاصةً مع تسجيل نسب ارتفاع كبيرة في اعداد الطلاب الذين التحقوا بالجامعات الأجنبية. هؤلاء وقعوا بين خياري الحجز او اللاحجز. فالمخاوف الأمنية التي يتلقاها هؤلاء تباعًا دفعتهم إلى التفكير مرتين قبل الذهاب إلى لبنان لقضاء العطلة، علمًا أن مجرد الوصول إلى لبنان وإعلان بدء الحرب سيمنعهم من العودة، خاصة وأن المطار سيكون ربما أول النقاط المرشحة للاستهداف بالعدوان الاسرائيلي.
بالتوازي وفي ظل المخاوف الأمنية، تعمل مكاتب السفر على لجم وقع هذه التحذيرات، من خلال عروضات تحاول من خلالها فتح المجال لهؤلاء بالتقدم خطوة إلى الأمام، من خلال عروضات وخطط تعمل عليها.
وفي عذا السياق تشير باسكال عقيقي وهي صاحبة مكتب سفريات خلال حديث مع لبنان 24 إلى أن المكاتب وضعت خططًا معينة تهدف إلى مساعدة هؤلاء على تمضية العطلة في لبنان كما جرت العادة، فمثلا بات بمقدور الطلاب اليوم إلغاء التذكرة المحجوزة واسترجاع ثمنها من دون دفع أي بندٍ جزائي أو حسم أي مبلغ من الأموال المسترجعة، في حال تم إلغاء الرحلة بسبب أي ظرف أمني طارئ، وهذا ما يعطي للطلاب دفعا إيجابيا للسفر لتمضية العطلة في البلاد.
حجوزات خجولة
على مقلب آخر فإن الحجوزات الفردية أو العائلية تراجعت بنحو 70% عن الأعوام الفائتة.
فمثلا كانت مكاتب السفريات تبدأ بحجز التذاكر "المبكرة" منذ شهر أيلول حيث تكون أسعار هذه البطاقات قليلة نسبيًا، بالمقارنة مع ارتفاعها في وقت الذروة. إلا أن هذا العام فلا أيلول ولا تشرين قد بشّر بالخير إذ إن الحجوزات هي خجولة جدا.
من هنا توضح عقيقي لـ"لبنان24" أن موسم الأعياد المنتظر لن تكون أرقامه إيجابية أبدًا، خاصةً وأن مكاتب السفر لم تستعرض أي من عروضات السفر كما جرت العادة على مدار السنوات السابقة.
الخوف مبرّر
على الخط الموازي لهذه الأزمة توضح الأرقام عمق المشاكل التي ضربت موسم السياحة الشتوية خصوصًا وأن قسمًا كبيرًا من الفنادق والمؤسسات السياحية تعتمد على إيرادات هذه الفترة تمامًا كالسياحة الصيفية.
ففي لـ"لبنان 24" على بعض من فنادق العاصمة تبيّن أن العديد منها سجّل نسبة حجوزات صفر ، والأغلبية منها لم تتعدَ نسبة ال 25%، علمًا أن الحجوزات في مثل هذا الوقت من الاعوام الفائتة كانت أكثر بكثير، خصوصًا بالنسبة للعرب أو القادمين من البلدان الأوروبية.
من هنا يؤكّد العديد من أصحاب هذه الفنادق على أن سوء الأحوال دفعهم إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمال الذين كانوا يعولون على الموسم الذي على ما يبدو أنّه سيأخذ استراحة مطوّلة ستحمل معها تداعيات اقتصادية كبيرة!