لم يتبدل الكثير في المشهد الحدودي الجنوبي وتداعياته الميدانية والسياسية غداة كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الا من ناحية اتساع الرصد لردود الفعل عليها لجهة ترسيخها المعادلة القائمة عند الحدود اللبنانية- الاسرائيلية وعدم اتساع المواجهة إلى حرب، أقله في الواقع الراهن.
وإذ اتّسمت صورة الموقف الميداني باستمرار التصعيد المضبوط ضمن خطوط المواجهة الحدودية، لم يحجب ذلك دلالات تجديد وزارة الخارجية الأميركية توصيتها للرعايا الأميركيين بمغادرة لبنان فوراً، كما الردود الإسرائيلية على كلمة نصرالله، والتي كان من بينها ما أشار إليه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أنّ "خطأ يحيى السنوار دمّر غزة وحماس وخطأ نصرالله سيدمّر لبنان وحزب الله".
وكتبت" الديار": برز تطور امس على جبهة الجنوب غداة خطاب نصرالله التي التهبت منذ الصباح على طول الحدود. وكان الجديد فيها ادخال حزب الله لاول مرة الى المعركة صاروخ "بركان" الاكثر تطورا وقوة من الصواريخ التي استخدمها من بدء المواجهات مع العدو في ٨ تشرين الاول الماضي، حيث قصف موقع "جل العلام" العسكري الاسرائيلي مقابل بلدة الضهيرة في القطاع الغربي بصاروخين من هذا الطراز، وشوهدت ألسنة النيران واعمدة الدخان تتصاعد من الموقع على بعد كيلومترات.
وربط مصدر امني لبناني للديار بين هذا التطور والغارات والاستهدافات الاسرائيلية التي امتدت وان بشكل محدود الى مناطق لبنانية اعمق من المناطق الحدودية، وقال ان ادخال الحزب لهذا النوع من الصواريخ الى المعركة يترجم ما اكد عليه السيد نصرالله بالتعامل في المعركة وفق المجريات الميدانية وما يقدم عليه العدو.
وشن حزب الله امس هجمات بالصواريخ ومدافع الهاون نهارا طاولت خمسة مواقع هي بالاضافة الى جل العلام: حدب البستان، المالكية، العباد، والمطلة. كما استهدف منطادا عسكريا واسقطه في مسكاف عام.
وشن الطيران الحربي غارات عنيفة على مناطق حدودية في القطاعات الثلاثة، وقصف بالمدفعية الثقيلة هذه المناطق ايضا، كما بلغ القصف منطقة يحمر الشقيف في العمق باربع قذائف من عيار ١٥٥ ملم دون وقوع خسائر بشرية.
وقال مصدر في محور المقاومة لـ "الديار" امس: "ان اسرائيل ستكون مجبرة على التعايش مع نتائج الضربة القوية التي تلقتها في عملية طوفان الاقصى بسبب فشل كل السيناريوهات التي رسمتها في حربها على غزة منها:
ـ اصطدام سيناريو تهجير الفلسطينيين الى سيناء برفض مصري وعربي عبر عنه الرئيس السيسي اكثر من مرة.
ـ سقوط فكرة ترحيل مقاتلي حماس خارج غزة كما حصل في بيروت عام ١٩٨٢.
ـ فشل محاولة اخلاء النصف الشمالي من اهله وترحيلهم الى مخيمات جديدة في الجنوب.
ـ فشل تحقيق اجتياح عسكري للقسم الشمالي ومدينة غزة التي تضم نصف سكان القطاع وتشكل العصب الاساسي له.
ـ فشل "اسرائيل" في تحقيق ضربة ساحقة للمقاومة في غزة رغم توغلها في ثلاثة او اربعة محاور، واصدامها بمقاومة شرسة وإلحاق خسائر كبيرة بجنودها وآلياتها ودباباتها.