كتبت جويل بو يونس في "الديار":
بعد غياب طويل قارب الـ 27 يوماً منذ زلزال "طوفان الاقصى"، خرج اخيراً أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله ليطل بالصوت والصورة على العالم باجمعه، فبات هو الحدث المنتظر بحدّ ذاته وتحوّلت أنظار العالم الى بيروت وتحديداً الضاحية الجنوبية فوقف الجميع من الغرب الى الشرق يترقب ويحلل ماذا سيقول السيد.
عرف السّيد في خطابه المدروس والمتقن في كل كلمة وفاصلة، كيف يهدئ نفوس اللبنانيين المرعوبين من "حرب مدمّرة" هم الذين لم يخرجوا بعد من هول حرب تموز ودمارها ومن جائجة كورونا وازماتهم المالية الاقتصادية وفراغ مؤسساتهم. هدّأ السيد بال الداخل اللبناني من دون ان يطمئن العدو فأعلن أن حزب الله دخل الحرب منذ الثامن من تشرين الأول، وتصاعدها مرهون بأمرين: أوّلاً، مسار تطوّر الأحداث في غزّة، وثانياً، سلوك العدوّ تجاه لبنان. لذلك، فإنّ كلّ الاحتمالات مفتوحة. في هذا الكلام بحسب ما يقرأ مصدر بارز ما يشبه التأكيد ان حزب الله لن يبادر بخطوة ما تطلق شرارة الحرب من لبنان لكنه جاهز ومتأهب لاي حماقة قد يقترفها العدو رابطا تطور الوضع بلبنان بتطورات ميدان غزة وبسلوك "اسرائيل".
على أي حال، فالواضح ان كلام نصر الله المطمئن نوعاً ما للداخل اللبناني والمربك للعدو الاسرائيلي، يصب بحسب اوساط متابعة في اطار اعطاء فسحة للجهود التي تبذل لوقف اطلاق النار او لهدنات انسانية ولا سيما ان امين عام حزب الله أعلن ان المطلوب العمل على وقف اطلاق النار وانتصار حماس.
وتابعت الأوساط أن الجهود التي يتم التعويل عليها هي الجهود القطرية كما السعودية والمصرية ولا تخفي اهمية اجتماع عمان – غزة الوزاري الذي استضافته الأردن أمس في جهود وقف الحرب على غزة واللقاءات التي عقدت مع وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن مع الاشارة الى ان الرئيس ميقاتي كان ايضاً التقى بلينكن في عمان وطار الى القاهرة حيث التقى السيسي، على أن يتوجه في الساعات المقبلة الى السعودية للمشاركة في قمة الرياض.
وبانتظار ما قد تسفر عنه هذه الوساطات، فالتعويل هو في الوقت الراهن بحسب مصدر موثوق به لا على وقف لإطلاق النار إنما على التوصل الى هدنات انسانية يتخللها وقف لاطلاق النار متكرر ويرافقه على دفعات افراج عن اسرى من الطرفين ولو ان المصدر يؤكد ان المسألة قد تأخذ وقتا لتنجلي الصورة.