Advertisement

لبنان

تدفيع إسرائيل ثمن مجزرة عيناتا لا يعني توسيع دائرة الحرب

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
08-11-2023 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1127803-638350306053911567.jpeg
Doc-P-1127803-638350306053911567.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ماذا تقول "قواعد الاشتباك" كما هو الواقع وكما يفهمها طرفا الصراع وكما يمارسانها؟ فإذا قصفت إسرائيل "مناطق مفتوحة" يردّ "حزب الله" بالمثل. وإذا استهدفت مواقع عسكرية الجنوب اللبناني يكون الردّ مماثلًا على الشمال الإسرائيلي. وإذا كان المدنيون عرضة لاستهداف المدفعية الإسرائيلية يرى الحزب نفسه مضطّرًا لاستهداف المدنيين في الجانب الإسرائيلي، مع العلم أن المستوطنات الإسرائيلية الـ 23 المنتشرة على الحدود الموازية للحدود اللبنانية قد أصبحت خالية من المدنيين، الأمر الذي يلزم الحزب، في ردّه على المجزرة التي ارتكبها العدو ضد عائلة لبنانية تتألف من ثلاث بنات ووالدتهن وجدتهن في بلدة عيناتا، استخدام صواريخه الذكية، والتي يصل مداها إلى أبعد من حيفا. وهذا يعني أن المناوشات الجارية حتى الآن والمحصورة ضمن مساحة جغرافية ضيقة نسبيًا ستتطوّر إلى ما يتخطّى هذه المساحة، لأن الردّ سيقابله ردّ مماثل. وهكذا ينتقل الوضع العسكري، الذي كان مضبوطًا إلى حدود معينة، إلى المرحلة التي كان يُخشى منها، وهي المرحلة التي تحدّث عنها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بصراحة عندما أبقى كل الاحتمالات والخيارات مفتوحة بما يتناسب أولًا مع حجم ما تتعرّض له غزة من اعتداءات، وثانيًا وفق المعطيات الميدانية التي تفرضها إسرائيل على وقع اعتداءاتها في الجنوب. وقد تكون مجزرة عيناتا – عيترون بداية الانتقال إلى مرحلة "الخيارات المفتوحة".
Advertisement
حيال هذه المجزرة في حق المدنيين اللبنانيين، التي تُضاف إلى سلسلة المجازر الإسرائيلية، تكّثفت الاتصالات الدولية والعربية للحؤول دون تطّور الوضع على الحدود اللبنانية الجنوبية إلى ما لا تُحمد عقباه. فـ "حزب الله" سيرّد حتمًا على هذه المجزرة، وهو بهذا الردّ يكون منسجمًا مع التزامه المطلق بما يُسمّى "قواعد الاشتباك". فهو مع ممارسته أقصى درجات ضبط النفس يقوم بما يجب عليه القيام به من عمليات تندرج في إطار ردّة فعل، وذلك تلافيًا لانزلاق لبنان إلى الحرب، وهذا ما بدا واضحًا وضوح الشمس في كلام نصرالله، الذي انتقى كلماته بعناية فائقة حتى لا يُقال إنه لم يفسح في المجال أمام الحركة الديبلوماسية التي يقوم بها الرئيس ميقاتي، والذي سيتوجّها في القمة العربية وفي مؤتمر الدول الإسلامية في الرياض، والذي سيشارك فيها الرئيس الإيراني، نظرًا إلى أهمية ما سيُتخذ من قرارات ترتقي إلى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني، وضرورة إيجاد حلّ نهائي لقضيته بعد أن يتوقف هدير المدافع وأزيز الصواريخ، التي تنهمر على رؤوس الأبرياء. 
فتوسيع دائرة الحرب انطلاقًا من جنوب لبنان يقلق واشنطن، التي أبقت قنوات التواصل مع طهران مفتوحة. وقد عبّرت الإدارة الأميركية عن حرصها على عدم توسيع الحرب من خلال المواقف المعلنة بما فيها الصادرة عن الرئيس جو بايدن بعدما تأكد من عدم وجود أدلّة على رعاية إيران عملية "طوفان الأقصى". ولاقاه وزير الخارجية الإيراني، مرات عدة ومن نيويورك نفسها، بالتأكيد أن طهران لا تريد اتّساع رقعة الحرب خارج غزة، حتى لو كان يصرّح بين يوم وآخر، بأنّ استهداف إسرائيل المدنيين في غزة يبقي الاحتمالات مفتوحة. لكن المراقبين بدقة لنصوص المواقف والتصريحات الصادرة عن محور الممانعة يشيرون إلى أن نصرالله أبقى هذه الاحتمالات مفتوحة من دون تحديد توقيت اللجوء إلى هذه الخيارات. وهناك من يعتبر أنّ لبنان قد ينأى بنفسه عن هذه الحرب من دون أن تمتدّ إليه، إذا بقيت واشنطن صامدة في رفضها محاولات تيار قوي في الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية توريطها في حرب شاملة مع إيران.
وما قاله أمس الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي التقى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، من أن واشنطن لا تريد امتداد التصعيد من غزة إلى لبنان، يأتي في إطار رسائل الأميركية التطمينية، التي لا تزال تحتاج إلى ممارسة الاجارة الأميركية ضغوطها على حكومة نتنياهو لوقف عدوانها على غزة، واستمرار استفزازاتها في الجنوب اللبناني. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك