ولفت التقرير إلى أنّ "الحرب في لبنان والتي بدأت بعد يوم واحد من الصراع في غزة الذي اندلعَ يوم 7 تشرين الأول الماضي، تبدو وكأنها نسخة عسكرية من لعبة الغميضة"، وأضاف: "حزب الله المدعوم من إيران يستخدم إلى جانب عدد من المجموعات المسلحة الأخرى، بساتين الزيتون وأشجار الفاكهة للإحتماء في أثناء إطلاق الصواريخ عبر الحدود الجنوبية باتجاه إسرائيل".
وأشار التقرير إلى أن "الإسرائيليين يتجسسون من مراكز المراقبة الشاهقة التي تُهيمن على الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، في حين أنّ صوت الطائرات المُسيرة الإسرائيلية يمثل تذكيراً بوجودها"، وأضاف: "كلُّ هُجوم يُقابله ردُّ فعل مُتبادل، فصواريخ حزب الله تتبع نيران المدفعية الإسرائيلية، في حين تأتي الغارات الجويّة الإسرائيلية في أعقاب الصواريخ المُضادة للدبابات التي يُطلقها المقاتلون".
واعتبر التقرير أن "الجانبين لا يسعيان لإبادة بعضهما البعض أو التقدم إلى أراضي الطرف الآخر على الأقل في الوقت الحالي، وبدلاً من ذلك فإنّ كل ضربة هي بمثابة إعلان نوايا ومثال على الإحتمالات القاتلة".
وأشارت الشبكة البريطانية إلى أنه "على حافة هذا البركان في الجنوب اللبناني، يقف طرف آخر يحاول الحفاظ على السلام عند الحدود منذ العام 1978، ويتمثل هذا الطرف بقوات اليونيفيل".
وأوضحت الشبكة أنها التقت أفراداً من الكتيبة الإيرلندية التي تلعب دوراً رئيسياً في مهمة "اليونيفيل"، مشيرة إلى أنها حاورت قائد الكتيبة كامب شامروك الذي قال: "من العدل أن نقول إنّ هذه هي الفترة الأكثر خطورة بالنسبة لنا خلال الـ20 عاماً الماضية. في الأسابيع القليلة الأولى من بداية التوتر يوم 8 تشرين الأول الماضي، كانت الهجمات محليّة للغاية على الخط الأزرق، إلا أن وتيرتها تصاعدت في الآونة الأخيرة، وهي باتت تتحرك بشكل أعمق داخل لبنان. هناك، مجموعة واسعة من الأسلحة ذات القدرة الفتاكة الكبيرة يجري استخدامها من الجانبين".
ولم يرغب شامروك في التعليق على إستخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض في الصراع القائم، لكن السكان المحليين وكذلك وزير الصحة فراس الأبيض قالوا لـ"news.sky" إنّ الإسرائيليين دمّروا آلاف الامتار من أشجار الزيتون، كما أصابوا عشرات الأشخاص بهذا السلاح الحارق.
الشبكة سألت جندياً في الملازم في الكتيبة الإيرلندية ديلان كادوجان عمّا إذا كان من المُحبط بالنسبة له مراقبة حرب من دون إمتلاك السلطة لوقفها، وقال: "قد يكون الأمر مُحبطاً لكن مهمتنا هنا هي حفظ السلام، لا يمكننا فرض السلام على أي شخص، يجب أن يكون ذلك مرغوباً من الجانبين".