تتسارع المحطات والمواعيد مع بداية الاسبوع، سياسيا وديبلوماسيا وامنيا، والبارز فيها الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، ومعرفة مصير " هدنة غزة " المنسبحة على جنوب لبنان، اضافة الى جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد منتصف الاسبوع، من دون ان يكون ملف قيادة الجيش مطروحا للبحث، كما تقول اوساط حكومية معنية.
ففي ملف زيارة لودريان، من المتوقع ان يصل الموفد الفرنسي الى بيروت غدا من المملكة العربية السعودية، على أن يجري ابتداء من الاربعاء محادثات مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وعدد من المسؤولين والقيادات، حاملا معه من المملكة العربية السعودية الى بيروت، سلسلة دعوات ونصائح، مستفيداً من اعادة تقييم ما حصل منذ زيارته الأخيرة الى لبنان قبل أكثر من شهرين.
وبحسب المعطيات، فان مهمة لودريان تتخطى النصائح بضرورة تجنب توسيع الحرب، الى ضرورة اعادة بناء المؤسسات، بدءاً من رئاسة الجمهورية الى تكليف رئيس جديد للحكومة الى تشكيل حكومة تضم كافة الاطراف المعنية والممثلة في المجلس النيابي، ليتمكن لبنان من الجلوس الى طاولة المفاوضات المرتقبة بعد انتهاء المواجهات.
سياسيا ايضا، حطّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تركيا في اطار جولته المتواصلة على العواصم العربية والاجنبية التي تصبّ في اطار تحصين الوضع في لبنان وتحقيق السلام فيه وفي المنطقة على حد قوله في حديث صحافي.
وعقد رئيس الحكومة اجتماعا مطولا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وحضرت أحداث غزة وجنوب لبنان وإحتمال تمدّد الحرب إلى دول المنطقة في صلب المباحثات.
وكان البارز قول اردوغان خلال الاجتماع "إن أكثر الدول تأثراً بحرب غزة هو لبنان، ونتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمنا وهادئا "، وشدد "على ضرورة العمل على تحقيق هدنة مستدامة في غزة ووقف العمليات العسكرية تمهيداً للانتقال الى العمل لتحقيق السلام المستدام".
وفي المقابل قال ميقاتي "إننا نعوّل على مساعي الدول الصديقة لإحداث خرق في جدار الازمة القائمة والعمل على احلال السلام وعودة الهدوء الى جنوب لبنان".
واكد ميقاتي في حديث تلفزيوني انّ قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل تبقى كما هي لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها.
واضاف في هذه النفسية الاجرامية الموجودة لدى العدو الاسرائيلي بِقتل الاطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، أيّ ضمانات يمكن أن تعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك.
وتابع لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام لكن في الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يدنّس الأرض اللبنانية، وقال نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية.
ميدانيا، سيطر الهدوء الحذر على مناطق الجنوب في ظل الهدنة غير المعلنة، ما عدا تحليق لطائرات التجسس والاستطلاع التابعة للجيش الإسرائيلي التي لم تفارق الأجواء الجنوبية. ويسود الترقب في الساعات المقبلة الفاصلة عن انتهاء الهدنة خاصة أن هناك محاولات لتمديدها.