كشف رئيس فرع مصلحة الأرصاد الجويّة في مطار رفيق الحريري الدوليّ وسام أبو خشفة لـ"لبنان24" أنّ الأمطار التي شهدها لبنان خلال اليومين الماضيين تتراوح كميتها بين 80 و 120 ملمتراً، موضحاً أن "هذه الكمية كان يجب أن تتساقط على لبنان خلال شهر كانون الأول برمته، وليس في فترة قصيرة كتلك التي حصلت".
وتحدّث أبو خشفة عن أسباب الفيضانات والسيول التي شهدتها مناطق لبنانية عديدة خلال اليومين الماضيين، إبان المنخفض الذي يضرب لبنان منذ ليل الخميس الماضي، وقال: "المنخفضات الجوية الآتية من أوروبا، تمرّ فوق البحر الأبيض المتوسط الذي يشهد على حرارة مرتفعة. وفي ظل الرطوبة المشبعة، تتشكل غيوم كثيفة تحملُ أمطاراً غزيرة كتلك التي شهدناها مؤخراً. وعليه، فإن إرتفاع درجات الحرارة ناهيك عن ازدياد حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط، أديا إلى تطرُّف في المناخ وبالتالي إلى ما يُسمى بتطرُّف الأمطار. حالياً، بتنا نعتمدُ تعبيراً جديداً في نشراتنا الخاصة بالأحوال الجوية، وهو الأمطار المتطرفة التي تكون غزيرة جداً وعنيفة".
وأكمل: "كما قلنا، فإنّ كمية الأمطار التي تساقطت في اليومين الماضيين كانت كثيفة جداً، ومن الطبيعي أن الأرض تكون جافة في البداية، وعندما تستقبلُ الأمطار تقوم بامتصاص المياه. إلا أنه وفي حال كانت كمية المتساقطات كبيرة، عندها فإن القدرة على تحمل الفائض من الأمطار تصبح ضئيلة، الأمر الذي يؤدي إلى تشكل الفيضانات كتلك التي شهدناها".
كذلك، لفت أبو خشفة إلى أنه على اللبنانيين "التأقلم مع تطرف الأمطار الذي سيحصل مع بداية كل خريف وشتاء من كل عام".
وعن طقس الأيام المقبلة في لبنان، قال أبو خشفة: "اعتباراً من اليوم، سنشهد إنفراجات على صعيد الأجواء، على أن يستقر الطقس اعتباراً من صباح يوم غدٍ الإثنين. كذلك، سنشهد إرتفاعاً في درجات الحرارة أيضاً".
ماذا عن حالة الطرقات؟
وحالياً، فإن أغلب الطرقات في العاصمة بيروت والمناطق المختلفة سالكة من دون أي عوائق تُذكر، خصوصاً أنه لا مستنقعات حالياً كتلك التي تشكّلت خلال يوم الجمعة على طرقات عديدة لاسيما في منطقة الكرنتينا إثر طوفان نهر بيروت بفعل العاصفة المناخية الشديدة التي يشهدها لبنان.
وخلال السّاعات الماضية، بدأت أعمال فتح الطرق وتنظيفها من الأوساخ والأتربة، وقد تفقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ظهر أمس، الأعمال في الكرنتينا رافقه في الجولة محافظ مدينة بيروت مروان عبود الذي شرح له الأسباب التي أدت الى فيضان نهر بيروت والمعالجات الطارئة التي اتخذت والإجراءات التي سوف تستكمل بعد انحسار العاصفة منعاً لتجددها.
وخلال الجولة، أكد رئيس الحكومة أنّ "ما حصل سيكون محور ملاحقة إدارية وقضائية لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصّرين".
وجدّد توجيه التحية الى عناصر الدفاع المدني وإطفائية بيروت على الجهود التي بذلوها من أجل انقاذ المواطنين الذين حاصرتهم السيول وفتح الطرق وعلى عمليات الإنقاذ الطارئة التي قاموا بها.