بدأت المعارك في جنوب لبنان تخرج تدريجيا عن السيطرة، خصوصا في ظل حصول نوع من التدحرج المرتبط بنوعية الاهداف التي يقوم الطرفان بإستهدافها وبالمدى الجغرافي للعمليات العسكرية على جانبي الحدود، علما أن محاولات ضبط الاوضاع تراجعت ولم تعد كما كانت في المرحلة الاولى من الحرب، إما لأن القوى المعنية شعرت بإستحالة حصول تطور دراماتيكي او لانها شعرت بإستحالة الوصول الى نتيجة.
في الايام الماضية، ارسل "حزب الله" اكثر من رسالة نارية توحي بإستعداده للتصعيد، ولعل محاولة استهداف منصة كاريش لاستخراج الغاز في المياه الفلسطينية المحتلة القريبة من الحدود اللبنانية أبرز رسالة، وقد شبهتها مصادر متابعة بالمسيرات الثلاثة التي ارسلها الحزب خلال مرحلة المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية.
اللافت ان الفصائل العراقية تبنت اطلاق مسيّرة واعلنت اصابتها لمنصة كاريش، ومن المعلوم ايضا ان هذه الفصائل تنسق بالكامل مع "حزب الله"، وعليه فإن تفلت الجبهات بات امراً ممكناً وقد يكون قريبا، في ظل استمرار الحرب وعدم وجود اي افق لتوقفها في غزة تحديدا ومحاولة اسرائيل الاستفادة من الوضع الحالي لضرب النتائج الميدانية التي تحققت ايضا في الضفة الغربية.
وتعتبر مصادر مطلعة ان رسائل" حزب الله" كانت تطال المستوطنين، اذ اطلق الحزب صاروخ بركان شديد التفجير على مناطق قريبة من المستوطنات بعد ان كان يطلقه مباشرة على المواقع العسكرية وفي ذلك حقق هدفين، الاول هو ايصال رسالة تقول بأنه قادر على اصابة منازل المستوطنين بصواريخ شديدة الانفجار وان لديه الارادة السياسية للقيام بذلك اذا استمرت الاعتداءات الاسرائيلية على منازل المدنيين في الجنوب.
اما الهدف الثاني فهو اظهار حجم القوة امام المستوطنين الاسرائيليين وليس فقط امام المؤسسة العسكرية، هذا يساهم اولا بزيادة التهجير من شمال فلسطين المحتلة بإتجاه مدن الوسط، وثانيا يؤدي الى ارتفاع منسوب الضغط على القيادة السياسية الاسرائيلية من قبل سكان مستوطنات الجليل الذين يعلنون بشكل مستمر عن امتعاضهم من إدارة الحرب على جبهتهم.
ترى المصادر ان التصعيد الذي يتم ارسال رسائل للتلويح به، قد يصبح امرا واقعا في حال حصل خطأ ما في الحسابات او في الخطوات الميدانية لذلك فإن التطورات اليومية باتت اكثر خطرا وتدفع بالمعركة الى مرحلة جديدة، وهذا ما ينطبق ايضا على الجانب الاسرائيلي الذي يوسع شعاع استهدافاته ويزيد من قصف المنازل بغض النظر اذا كانت مسكونة ام لا..